للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة معًا (١) وهذه السور سميت مثاني لأن الفرائض والحدود والأمثال والعبر والأخبار ثُنِّيت فيها، قاله ابن عباس (٢)، وأنكر الربيع هذا القول، فقال: لا أدري كيف يكون هذا القول وهذه الآية نزلت بمكة ولم ينزل من الطِّوَل شيء (٣) وقال من نَصَّ (٤) هذا القول: إن الله تعالى أنزل القرآن كله إلى السماء الدنيا وحكم بإنزاله عليه، فهو من جملة ما آتاه وإن لم ينزل عليه بعد (٥).


(١) "أخرجه الطبري" ١٤/ ٥٢ عن سعيد بن جبير، وانظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥١ ب، و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٢٤، والماوردي ٣/ ١٧٠، وقد اختلف في السورة السابعة؛ فقيل: إنها التوبة والأنفال معًا، وقيل: إنها سورة يونس، وهذان القولان مشهوران، لكنهما لا يسلمان من الاعتراض؛ أما الأول: فلأن كلًّا من الأنفال والتوبة سورة قائمة بذاتها فعدهما سورة واحدة خلاف المعقول، وعدهما سورتين -كما هما- يجعل الطوال ثمانية لا سبعًا، وأما القول الثاني: فيعارض بأن سورة يونس يشبهها سور كثيرة في الطول، بل منها ما هو أطول منها كالنحل، لذلك فالأرجح أن السورة السابعة هي سورة التوبة منفردة أفادني به الدكتور فضل عباس، وقد أشار قبله السخاوي إلى احتمال أنها التوبة - دون مناقشة. انظر: "جمال القُراء" ١/ ٣٤، "البرهان في علوم القرآن" ١/ ٢٤٤، "الإتقان في علوم القرآن" ١/ ٢٠١، "مناهل العرفان" ١/ ٣٤٥، "المدخل لدراسة القرآن الكريم" ص ٣٢٨، "إتقان البرهان" لفضل عباس ١/ ٤٤٨.
(٢) ورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٧١، "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤١٤، الخازن ٣/ ١٠٢، وورد بلا نسبة في: "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ٢٠٨، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٥.
(٣) أخرجه الطبري ١٤/ ٥٥ بنحوه، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ٢٠٨، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٩٦ وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم والبيهقي في "الشعب" عن الربيع، وورد بلا نسبة في: "تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٥، والخازن ٣/ ١٠٢.
(٤) هكذا وردت في جيمع النسخ بتشديد الصاد، ولعل مقصوده من نصّ على هذا القول؛ أي نصره.
(٥) "تفسير الفخر الرازى" ١٩/ ٢٠٨، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٥، والخازن ٣/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>