للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال وأنشدني بعضُ بني أسد (١):

مِثْل المَقَالِي ضُرِبَتْ قُلِينُها (٢)

قال وإنما يجوز هذا فيما نقص لامها؛ لأنهم توهموا أن النون أصلية وأن الحرف على فعيل، ألا ترى أنهم لا يقولون هذا في الصالحين والمسلمين! وكذلك قولهم: الثبات واللغات، ربما أعربوا التاء منها بالنصب والخفض فيتوهَّمون أنها هاء وأن الألف قبلها من الفعل، وأنشد (٣):


= نسبة في "المخصص" ٩/ ٦٦، "الاقتضاب" ص ١٩٣، "أمالي ابن الشجري" ٢/ ٢٦١، "اللسان" (نجد) ٧/ ٤٣٤٦، (سنه) ٤/ ٢١٢٧، "أوضح المسالك" ص ١٤ (صدر)، "شرح ابن عقيل" (١/ ٦٥، وفي بعض هذه المصادر (ذراني) بدل (دعاني)، والمعنى واحد، وهو أمر ومعناه: اتركاني من ذكر نجد، (سنينه): جمع سنة، وهي هنا إما بمعنى العام وإما بمعنى القحط. (شِيباً): جمع أشيب، وهو الذي ابيضَّ شعره، (مُردًا) جمع أمرد، وهو الذي لا شعر بعارضيه. والشاهد قوله: (سِنينَه) بإثبات النون ولم تسقط للإضافة، وعلامة نصبه الفتحة لا الياء وإلا لقال: (سِنِيْه) بحذف النون للاضافة وهذه لغة بني عامر، فإنهم يعربون المعتل اللام بالحركات الثلاث على النون مع لزوم الياء؛ لأنها أخف عليهم، ولأن النون قامت مقام الذاهب من الكلمة، ولو كان الذاهب موجودًا لكان الإعراب فيه كسائر المفردات، وكذلك يكون ما قام مقامه. انظر: "شرح التصريح على التوضيح" ١/ ٧٧.
(١) لم أقف على القائل، وفي المصدرين -الذين وقفت عليهما- نُسب إلى الفراء.
(٢) ورد في: "تهذيب اللغة" (قلا) ٣/ ٣٠٢٥، "اللسان" (قلا) ٦/ ٣٧٣٢، القُلَة والمِقْلَى والمِقلاء: عودان يلعب بهما الصبيان، فالمِقلى العود الكبير الذي يُضرب به، والقُلَة الخشبة الصغيرة التي تُنصب، وهي قَدر ذراع، وجمع المقلى المقالي، الشاهد: (قُلِينُها) حيث جعل النون كالأصلية فرفعها، وذلك على التوهم، ووجه الكلام فتح النون لأنها نون الجمع.
(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي (جاهلي).

<<  <  ج: ص:  >  >>