للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الواو) (١). وسقطت همزة الوصل من الضلالة للدرج، فالتقت الواو الساكنة مع الساكن المبدل من لام المعرفة، فحركت الأولى بالضم (٢). واختلفوا في العلة الموجبة لضم الواو (٣) في {اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ} فقال أكثر النحويين: إن واوات الجمع كلها (٤) تحرك بالضم نحو: {لَتُبلَوُنَّ} [آل عمران: ١٨٦] و {لَتَرَوُنَّ} [التكاثر: ٦].

وقالوا: مُصْطَفَوُ الله؛ لأن الضم أدل على الجمع وأشكل به، وهذه الواو للجمع فحرك بما هو أدل على الجمع (٥). ألا ترى أن (٦) الواو في (أو) أو (لو) لما لم تكن للجمع لم تحرك بالضم، بل حركت بالكسر، فقرئ (٧) {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا} [الجن: ١٦] (٨).


(١) قيل في إعلالها: استثقلت الضمة على الياء فحذفت تخفيفا، فاجتمع ساكنان: الياء والواو. فحذفت الياء لالتقاء الساكنين. وما ذكره المؤلف أولى.
انظر: "البيان" لابن الأنباري ١/ ٥٨، "تفسير ابن عطية" ١/ ١٧٩، "الدر المصون" ١/ ١٥٢.
(٢) ذكره أبو علي في "الحجة" ١/ ٣٦٩.
(٣) اتفقوا على أن (الواو) في (اشتروا) تحرك لالتقاء الساكنين، ثم اختلفوا لماذا اختبر الضم على الكسر؟ انظر: "الحجة" ١/ ٣٦٩.
(٤) في (ب): (كأنها).
(٥) "الحجة" لأبي علي ١/ ٣٦٩، وانظر: "الكتاب" ٤/ ١٥٥، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٥٥، "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٠٤، "تفسير الثعلبي" ١/ ٤٩ أ، "البيان" لابن الأنباري ١/ ٥٨، "تفسير ابن عطية" ١/ ١٧٩.
(٦) (أن) ساقطة من (ب).
(٧) في (ب): (فقرا)
(٨) قراءة الجمهور بالكسر، وقرئ في الشاذ بضم الواو، روى عن الأعمش وابن وثاب. انظر: "البحر المحيط" ٨/ ٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>