للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كقول الشاعر (١):

إذا قُلْتُ قَدْني قَال باللهِ حَلْفَةً ... لَتُغْنيَ عَنِّي ذا إنائِكَ أَجْمَعَا (٢)

فأضاف الإناء إليه لشربه منه، والإناء في الحقيقة لمن سقى به دون من شرب منه، وهذا كما يقول لمن يحمل خشبة ونحوها: خذ طَرَفَكَ وآخذ طَرَفي، فتَنْسِبُ إليه الطرف الذي يليه كم تنسب إلى نفسك الطرف الذي يليك، فعلى هذا تجري الإضافة في قوله: {شُرَكَائِيَ} (٣)، ومعنى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ} أي: أين هم لا يحضرونكم فيدفعوا عنكم العذاب.

وقوله تعالى: {الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} قال ابن عباس: تخالفون (٤).

قال أهل المعاني: معناه يكونون في أمر الشركاء في جانب والمسلمون في جانب، لا يكونون معهم يدًا واحدة (٥)؛ يخالفونهم فيها


(١) هو حُريث بن عَنّاب الطائي، من شعراء الدولة الأموية (ت ٨٠ هـ).
(٢) ورد في: "شرح شواهد المغني" (٢/ ٥٥٨) برواية:
إذا قال قدني قلت آليت حلفة
وفي "الخزانة" ١١/ ٤٣٤، برواية: (قطني) بدل (قدني)، والمعنى واحد، معناه: حسبي، و"الدر" ٤/ ٢١٧، برواية: (قيل) بدل (قلت)، وورد غير منسوب في "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٥٥٧، و"إيضاح الشعر" ص ٢١٤، و "تفسير ابن عطية" ٨/ ٤٠٢، و"شرح المفصل" ٣/ ٨ برواية: إذا قال، و"المقرب" ٢/ ٧٧ برواية: إذا هو آلى، و"الدر المصون" ٥/ ١١٨، و"مغني اللبيب" ص ٢٧٨، و"همع الهوامع" ٤/ ٢٤٢، والمعنى: اشرب جميع ما في الإناء ولا تردّه عليّ.
(٣) "الحجة للقراء" ٥/ ٦١، بتصرف يسير.
(٤) أخرجه الطبري ١٤/ ٩٨ بلفظه من طريق ابن أبي طلحة صحيحة، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٢١٨ وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.
(٥) ورد في "الحجة للقراء" ٥/ ٥٩، بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>