للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العروضي عن الأزهري، قال: أخبرني المنذري عن الحرّانيِّ عن ابن السِّكِّيت، قال: يقال: هو يَتَخَوَّفُ المالَ ويتَحَوَّفُه، أي يتَنَقَّصُهُ ويأخذُ من أطرافه، وأنشد لابن مقبل (١):

تخوَّفَ السَّيْرُ منها تَامِكًا قَرِدًا ... كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ (٢) (٣)

وروى شمر عن ابن الأعرابي: تَخوَّفْتُ الشيء وتَخيّفْتُه، وتَخَوَّفْتُهُ وتَخَيَّفْتُهُ إذا تَنَقَّصَتُه (٤).

قال أهل المعاني: معنى التنقص: أنه يؤخذ الأول فالأول حتى لا يبقى منهم أحد، وتلك حال يُخافُ معها الفناء ويُتخوفُ الهلاكُ (٥)، فمعنى


(١) نُسب في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٧ ب، لأبي كبير الهذلي، وهو يصف ناقة، ولم أجده في "ديوان الهذليين". وابن مقبل هو: تميم بن أُبيّ بن مُقبل، من بني عجلان، تقدمت ترجمته.
(٢) لم أجده في الإصلاح، وورد في "تهذيب اللغة" (خاف) ١/ ٩٦٦، بنصه.
(٣) "ديوان ابن مقبل" ص ٤٠٥، وورد في "تهذيب اللغة" (خاف) ١/ ٩٦٦، و"اللسان" (خوف) ٣/ ١٢٩٢، ونُسب إلى أبي كبير الهذلي في "تفسير القرطبي" ١٠/ ١١٠، وأبي حيان ٥/ ٤٩٥، و"تفسير الألوسي" ١٤/ ١٥٣، وصديق خان ٧/ ٢٥٠، والثعلبي ٢/ ١٥٧ ب، لكن برواية:
تخوف الرحل منها تامكًا صلبًا
ونسبه الزمخشري لزهير ٢/ ٣٣٠، وورد غير منسوب في "تفسير الطبري" ١٤/ ١١٣، و"معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٠٢، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٣٨٦، وابن عطية ٨/ ٤٢٧، والفخر الرازي ٢٠/ ٣٩، و"الدر المصون" ٧/ ٢٢٥، وفي بعض المصادر: (الرحل) بدل (السير)، (التامك) السنام، (القرد) الذي تراكم لحمه من السمن، (النبعة) ضرب من الشجر الصلب، (السَّفَن) المِبْرَد، والمعنى: أي ينقص السيرُ سنامَها بعد تموكه، كما يُنحت العُودُ فيدِق بعد غِلَظِه.
(٤) المصدر السابق نفسه وبنصه.
(٥) انظر: "تفسير الطوسي" ٦/ ٣٨٦، بنصه.

<<  <  ج: ص:  >  >>