للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للأشجار فيء عن اليمين والشمائل) (١)، إذا كانت الشمس يمين الشخص كان الفيء عن شماله، وإذا كانت على شماله كان الفيء عن يمينه، فهذا وجه ذكره بعضُ أهل التأويل (٢)، والذي عليه المفسرون، قال قتادة والضحاك وابن جريج: أما اليمين فأول النهار، وأما الشمال فآخر النهار (٣)، وقد بين الكلبي هذا، فقال: إذا طلعت الشمس وأنت متوجه إلى القبلة كان الظل قدامك، فإذا ارتفعت كان عن يمينك، فإذا كان بعد ذلك كان خلفك، فإذا كان قبل أن تغرب الشمس كان على يسارك، فهذا تفيؤه عن اليمين والشمائل (٤)، ووحد اليمين والمراد الجمع، ولكنه اقتصر فيه على الواحد في اللفظ للإيجاز؛ كقوله: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: ٤٥] وقول الفرزدق:

بِفي الشَّامِتِينَ الصَّخْرُ إنْ كانَ هَدَّنِي ... رَزيَّةُ شِبْلَيْ مُخْدِرٍ في الضَّراغمِ (٥)


(١) ما بين القوسين ساقط من (ش)، (ع).
(٢) ورد في "الحجة للقراء" ٥/ ٧٢، بنصه.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٣٥٦) بنصه عن قتادة، والطبري ١٤/ ١١٥ بنصه عن قتادة من طريقين، وبمعناه عن الضحاك وابن جريج من طريقين، ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٧ ب، بنصه عن الضحاك وقتادة، و"تفسير الماوردي" ٣/ ١٩١، والطوسي ٦/ ٣٨٧، عنهم، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٢٢، عن قتادة والضحاك، وابن عطية ٨/ ٤٣٣، عن قتادة وابن جريج، والخازن ٣/ ١١٧، عن الضحاك، وأبي حيان ٥/ ٤٩٧، عن قتادة وابن جريج.
(٤) ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٧ ب، بنحوه، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٢٢، وابن الجوزي ٤/ ٤٥٢، وأبي حيان ٥/ ٤٩٨، ورد في الأخيرين بلا نسبة.
(٥) "ديوانه" ٢/ ٢٠٦، وورد في "تفسير الطبري" ١٤/ ١١٧، والثعلبي ٢/ ١٥٧ ب، والطوسي ٦/ ٣٨٨، و"الأساس" ص ١٥٤، وابن عطية ٨/ ٤٣٣، (الشامتين) =

<<  <  ج: ص:  >  >>