للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مواضعَهم منها.

٦٣ - قوله تعالى: ({تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ} قال ابن عباس: يعزي الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- بهذا (١) يقول) (٢): {لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ} يعني رسلًا وأنبياءَ من قبلك، {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ}: حتى عَصَوا وكذبوهم، {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ} (يحتمل معنيين؛ أحدهما: أن المراد بهذا كفار قريش، يقول: الشيطان وليهم اليوم) (٣)؛ يتولى إغواءهم وصرفهم عنك كما فعل بكفار الأمم قبلك (٤)، فيكون قد رجع عن الإخبار عن (٥) الأمم الماضية إلى الإخبار عن كفار مكة. الثاني: أنه أراد باليوم يوم القيامة، يقول: فهو ولي أولئك الذين زَيَّن لهم أعمالهم يوم القيامة (٦)، ومن كان الشيطان ولِيَّه ذلك


(١) انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٦٢، والفخر الرازي ٢٠/ ٦١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٢١، والخازن ٣/ ١٢١، وأبي حيان ٥/ ٥٠٧، وابن كثير ٢/ ٦٣٢، وأبي السعود ٥/ ١٢٣، وهو بلا نسبة في المصادر كلها.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٤) ورد في "تفسير الطبري" ١٤/ ١٢٩ - ١٣٠، بمعناه، والثعلبي ٢/ ١٥٨ ب، بمعناه، والطوسي ٦/ ٣٩٧، بمعناه، وانظر: "الكشاف" ٢/ ٣٣٤، وابن عطية ٨/ ٤٥٤، وابن الجوزي ٤/ ٤٦٢، و"البيضاوي" ١/ ٢٧٨، وأبي حيان ٥/ ٥٠٧، ونسبه إلى الزمخشري، واستبعده بحجة اختلاف الضمائر من غير ضرورة، وهذا تحامل منه على الزمخشري كما هو معروف عنه؛ لأن القول قديم كما هو واضح في المصادر، والقول ليس بضعيف، بل هو محتمل كما قال الواحدي رحمه الله.
(٥) في جميع النسخ (إلى)، وما أثبته هو الصواب؛ كما في "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٦٢.
(٦) ورد في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٤ ب، بنحوه، والطوسي ٦/ ٣٩٧، بمعناه، وانظر: "تفسير الزمخشري" ٢/ ٣٣٤، وابن الجوزي ٤/ ٤٦٢، والفخر الرازي ٢٠/ ٦٢، نقل القولين بنصهما بلا نسبة، وأبي حيان ٥/ ٥٠٧، و"الدر المصون" ٧/ ٢٤٩، وابن كثير ٢/ ٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>