للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُفْصَح فيهما بالقراءة، قال أبو علي: ومن ذلك: عَجَمْتَ العُودَ؛ إما لأنك لما أدخلتَه لتِعُضَّه (١) وقد أخفيته، وإما لأنك قد ضغطت بعض أجزائه بالعَجْمِ، وأدخلت بعضها في بعض فأخفيتها، وربما سمّت (٢) العرب الأخرسَ الأعجم؛ وعُجْمة الرمل (٣): أشدّه تراكمًا، سمي بذلك لتداخله واستبهام أمره على سُلاَّكِه، يقال: استعجمت الدارُ إذا صَمَّت فلم تجب سائلها، قال امرؤ القيس:

صَمَّ صَداها وعَفا رسمُها ... واستَعجمتْ عن مَنْطق السائلِ (٤)

وأما قولهم: أعْجمتُ الكتاب، فمعناه: أزلت عجمته واستعجامه بالإيضاح والتبين، وأَفْعَلْتُ قد يأتي والمراد به: السَّلْب؛ كقولهم: أشكيت، إذا أزلتَ ما يشكوه (٥)، وهذا الذي ذكرنا هو أصل معنى هذا الحرف (٦)، والعرب تسمي كل من لا يعرف لغته (٧) ولا يتكلم بلسانهم أعجم وأعجميًّا، قال كثير:


(١) في جميع النسخ (لبعضه)، والتصويب من المصدر.
(٢) في جميع النسخ (سميت)، والتصويب من المصدر.
(٣) أي كثرته، وقيل: آخره، وقيل: ما تعقَّد منه. انظر: "اللسان" (عجم) ٥/ ٢٨٢٥.
(٤) "ديوانه" ص١٣٣، وورد في "تهذيب اللغة" (صم) ٢/ ٢٠٥٩، (صدى) ٢/ ١٩٩٤، و"الأساس" ٢/ ١٠١، و"اللسان" (صمم) ٤/ ٢٥٠٢، (عجم) ٥/ ٢٨٢٧، (صدى) ٤/ ٢٤٢٢، وورد بلا نسبة في: "العين" (صدي) ٧/ ١٣٩؛ (الصَّدى): ما يرجع من صوت الجبل، و (صمَّ صداها): أي غدت مقفرة لا حياة بها ولا أنيس، وهو يصف دارًا درَسَتْ، (عفا رسمها): أمست وليس لها رسم ولا بها أثر.
(٥) "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٦ - ٣٧، نقل طويل تَصرَّف فيه بالاختصار والتهذيب.
(٦) انظر: (عجم) في "العين" ١/ ٢٣٧، و"جمهرة اللغة" ١/ ٤٨٤، و"تهذيب اللغة" ٣/ ٢٣٤٢، و"المحيط في اللغة" ١/ ٢٧٤، و"اللسان" ٥/ ٢٨٢٧.
(٧) هكذا في جميع النسخ، والأولى (لغتهم) حتى تنسجم مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>