للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في السبت بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث أخبر أن السبت جعل عليهم ولم يجعل علينا.

وذكر بعض أهل المعاني أن وجه اتصال معنى هذه الآية بمعنى الآية السابقة هو: أنه لمّا أُمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- باتباع الحق، حذر من الاختلاف عليه فيه بما ذكر من حال الذين اختلفوا على نبيهم في السبت بما ليس لهم أن يختلفوا فيه، فشدد عليهم أمره وضيق (١).

وذكر أبو إسحاق القولين في هذه الآية فقال: جاء في التفسير أنهم أُمروا بأن يتخذوا الجمعة عيدًا، فخالفوا وقالوا: نريد يوم السبت، واختار القول الأول فقال: هو أدل على ما جاء في الاختلاف في السبت (٢).

١٢٥ - قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} قال ابن عباس: دين ربك (٣).

{بِالْحِكْمَةِ} قال أهل التفسير: بالنبوة (٤)، {وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} يعني مواعظ القرآن، {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي افتلهم عما هم عليه، غير فظ ولا غليظ القلب في ذلك، أي ألن لهم جانبك (٥)، ومعنى: {بِالَّتِي هِيَ


(١) ورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٤٣٨، بنصه تقريبًا، وانظر: "تفسير القرطبي" ١٠/ ٢٠٠.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢٣، بنصه.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ص ٢٩٥، وورد بلفظه غير منسوب في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٩ أ، والسمرقندي ٢/ ٢٥٥، والثعلبي ٢/ ١٦٦ ب، والخازن ٣/ ١٤٢.
(٤) ورد بلفظه في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢٣، و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٥٥، و"تفسير الماوردي" ٣/ ٢٢٠، والطوسي ٦/ ٤٤٠، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٥٠٦، والخازن ٣/ ١٤٣، وأبي حيان ٥/ ٥٤٩.
(٥) ورد في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٢٣، بنصه تقريبًا، وانظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>