للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو هريرة: المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده (١)، وهذا الخلاف في التفضيل إنما يجري بين الناس في تفضيل صالحي المؤمنين على الملائكة -ما عدا الرسل والأنبياء من بني آدم (وجبريل وميكائيل وإسرافيل (٢) وعزرائيل (٣) من الملائكة، فإن هؤلاء في الملائكة كالرسل من بني آدم) (٤) - وأصحابنا أيضًا مختلفون في هذه المسألة؛ فمنهم من قال بتفضيل المؤمنين على الملائكة، ومنهم من يأبى ذلك، كما ذكرنا عن ابن عباس والسدي، وهو اختيار أبي إسحاق.

قال العلماء من أصحابنا: هذه من المسائل التي لا يستحب الخوض فيها والإبلاغ، وكذلك الكلام في تفضيل الأنبياء على مشاهير الملائكة (٥)،


(١) أخرجه البيهقي في "الشعب" ١/ ١٧٤ بنصه تقريبًا، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٧٧، بنصه، و"الثعلبي" ٧/ ١١٤ أ، بنصه، انظر: "تفسير البغوي" ٥/ ١٠٩، و"ابن عطية" ٥/ ٦٤. مرفوعًا، و"الخازن" ٣/ ١٧٣، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٥٠، وورد في "الكنز" ١/ ١٤٥، ومثل هذا القول مما لا يقال بالعقل فله حكم الرفع، وقد أخرجه ابن ماجه (٣٩٥٤): الفتن، كتاب: باب: المسلمون في ذمة الله من طريق أبي المُهَزِّم عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. وهو ضعيف لضعف أبي المهزم، قال عنه في "التقريب" ص ٦٧٦ رقم (٨٣٩٧): متروك، وقد ضعف الحديث الألباني وذكره في "ضعيف ابن ماجه" ص ٣١٨ (٨٥٧).
(٢) في (أ): (اسرآيل)، والمثبت من (د)
(٣) قال ابن كثير: وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل، والله أعلم. "البداية والنهاية" ١/ ٤٧.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (ش)، (ع).
(٥) مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر مما تنازع فيها العلماء قديمًا, قال ابن كثير في "البداية والنهاية"١/ ٥٤: وقد اختلف الناس في تفضيل الملائكة على البشر على =

<<  <  ج: ص:  >  >>