للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لبثوا بعد خروج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من مكة حتي بعث الله عليهم القتل يوم بدر (١)، وهذا قول مجاهد (٢).

وقال ابن عباس في رواية عطاء: حسدت اليهود مقام النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة فقالوا: إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام فإن كنت نبيًا فالحق بها، وإن خرجت إليها صدقناك وآمنا بك، فوقع ذلك في قلبه لما يحب من إسلامهم، فرحل من المدينة على مرحلة، فأنزل الله هذه الآية (٣)، وهذا قول الكلبي وعبد الرحمن بن غنم، واختيار الفراء (٤).


(١) أخرجه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٣ - بمعناه، و"الطبري" ١٥/ ١٣٢، بنحوه، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١٥ ب، بنحوه، و"الماوردي" ٣/ ٢٦١ - مختصرًا، و"الطوسي" ٦/ ٥٠٨ - مختصرًا، وأورده المؤلف في "أسباب النزول" ص ٢٩٨ مختصرًا، وأورده السيوطي في "الدر" ٤/ ٣٥٣ وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٣٣ بمعناه، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١٥ ب، بنحوه، و"الماوردي" ٣/ ٥٠٨ مختصرًا، والمؤلف في "أسباب النزول" ص ٢٩٨ مختصرًا.
(٣) أورده المؤلف في "أسباب النزول" ص ٢٩٨ بنصه -بلا سند- بهذه الرواية (منقطعة)، وقد ضعف هذا القول ابن عطية، وقال: وهذا ضعيف لم يقع في سيرة ولا كتاب يعتمد عليه. كما ضعف ابن كثير القولين قائلاً: قيل: نزلت في اليهود إذ أشاروا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسكنى الشام بلاد الأنبياء وترك سكنى المدينة، وهذا القول ضعيف؛ لأن هذه الآية مكية وسكنى المدينة بعد ذلك، وقيل إنها نزلت بتبوك، وفي صحته نظر. انظر: "تفسير ابن عطية" ٩/ ١٥٧، و"ابن كثير" ٣/ ٦٠.
(٤) أخرجه البيهقي في "الدلائل" ٥/ ٢٥٤، عن ابن غنم بزيادة منكرة؛ هي: فصدَّق ما قالوا، فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله الآية، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١٥ ب، بنحوه عنهما، وأورده المؤلف في "أسباب النزول" ص ٢٩٨، بنحوه عن ابن غنم، انظر: "تفسير البغوي" ٥/ ١١٢، عن الكلبي, وذكره ابن كثير٣/ ٦٠ وقال: وفي هذا الإسناد. نظر، والأظهر أن هذا ليس بصحيح، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يغز تبوك عن قول اليهود, وإنما غزاها امتثالاً لقوله=

<<  <  ج: ص:  >  >>