للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقول الأول اختيار أبي إسحاق (١)، وهو الوجه؛ لأن السورة مكية؛ (٢)، فإن صح القول الثاني كانت الآية مدنية، وقد قال عبد الرحمن بن غنم: هذه الآية أنزلت بعد ما ختمت السورة (٣)، والأرض في قوله: {لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ} على القول الأول: مكة، وعلى القول الثاني: المدينة، وكثر في التنزيل ذكر الأرض، والمراد منها مكان مخصوص؛


= تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر} [التوبة: ٢٩]، وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه، والله أعلم. وأورده السيوطي في "لباب النزول" ص ١٣٩ وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وقال: هذا مرسل ضعيف الإسناد وله شاهد من مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم.
وعبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، اختلف في صحبته، فأثبت له الصحبة البخاري وابن لهيعة والليث ورجحه ابن حجر، وذكره ابن سعد وابن حبان في ثقات التابعين ورجحه ابن عبد البر وابن الأثير، وقالا: كان مسلمًا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يره، ولم يفد عليه، وقال الذهبي: ويحتمل أن تكون له صحبة، ويعرف بصاحب معاذ، لملازمته له، وهو أفقه أهل الشام، وكانت له جلالةٌ وقَدْر، مات سنة (٧٨ هـ).
انظر: "الاستيعاب" ٢/ ٣٩٠، و"أسد الغابة" ٣/ ٤٨٢، و"سير أعلام النبلاء" ٤/ ٤٥، و"الإصابة" ٢/ ٤١٧، و"تهذيب التهذيب" ٢/ ٥٤٣، انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٢٩.
(١) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥٤.
(٢) وهو ما رجحه جمهور المفسرين، وقال الطبري: لأن الآية جاءت في سياق خبر الله -عز وجل- عن قريش وذكره إياهم، ولم يجر لليهود قبل ذلك ذكر ... فهو بأن يكون خبرًا عمن جرى له ذكر أولى من غيره. "تفسير الطبري" ١٥/ ١٣٣.
(٣) ورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١٥ ب، بنصه، انظر: "تفسير القرطبي" ١٠/ ٣٠١، وهو بهذا القول يؤكد مدنية السورة؛ وفي القرطبي زيادة بيان وهو قوله: وأنها نزلت في تبوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>