للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} أي اخضعوا له بالطاعة، ولا يجوز ذلك إلا لمالك الأعيان (١).

وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ}. (الخلق): ابتداع شيء لم يسبق إليه (٢). وكل شيء خلقه الله فهو مبتدئه على غير مثال سبق إليه (٣). والعرب تقول: خلقت الأديم إذا قدرته (٤). لتقطع منه مزادة أو قِرْبةً أو خُفًّا (٥). قال زهير:

وَلَأنْتَ تَفْرِي (٦) ما خَلَقْتَ وَبَعْـ ... ـضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْري (٧)

وقيل للمقدر: خالق على الاستعارة لا على استحقاق اسم الخلق، وذلك أن المقدر إنما يقدر ليفعل، فسمى الفعل باسم التقدير، كما يسمى الشيء باسم الشيء إذا كان معه أو من سببه، فالخلق الحقيقي هو خلق الله الذي أبتدع ما خلق وأنشأ ما أراد على غير مثال، وخلق غيره [قياس وتشبيه وافتراء ومحاكاة وتقدير على قدر قدرة غيره، فخلق الله ذاتي وخلق


(١) انظر: "الطبري" ١/ ١٦٠، "تفسير ابن عطية" ١/ ١٩٧، "تفسير القرطبي" ١/ ١٩٤.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" (خلق) ١/ ١٠٩٣.
(٣) انظر: كتاب "الزينة" ٢/ ٥٢، "معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن" ١/ ١٠١، ١٠٢، (رسالة ماجستير).
(٤) في (ب): (قدته).
(٥) "تهذيب اللغة" (خلق)، ١/ ١٠٩٣.
(٦) في (ب): (تقوى).
(٧) في (ب): (لا يقوى). ورد البيت في "الكتاب" ٤/ ١٨٥، "الزاهر" ١/ ١٨٤، "الجمهرة" ٢/ ٢٤٠، "تفسير أسماء الله" للزجاج ص ٣٦، "اشتقاق أسماء الله" ص ١٦٦، "إعراب ثلاثين سورة" ص ٤٥، "غريب الحديث" لأبي عبيد ٢/ ٢٩٢، "تأويل مشكل القرآن" ص ٥٠٧، "تهذيب اللغة" (خلق) ١/ ١٠٩٣، "معجم مقاييس اللغة" (خلق) ٢/ ٢١٤، (فرى) ٤/ ٤٩٧، "البحر" ١/ ٩٣، "القرطبي" ١/ ١٩٥، "ديوان زهير" ص ٩٤. ومعناه: أنت مضاء العزيمة، وغيرك ليس بماضي العزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>