للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن وقتادة: على نيته (١)، وقال ابن زيد: على دينه (٢).

وقال الزجاج: على مذهبه (٣).

وقال أبو عبيدة والقتيبي: على خليقته (٤)، هذا كلامهم، وأصل هذا في اللغة من المشابهة؛ يقال لِشِبْهِ الشيء: شَكْلُه، يقال: في فلان شَكْلٌ من أبيه، وأَشْكَلَةٌ وشُكْلَةٌ وشاكلٌ ومشاكلةٌ (٥)، ومنه قوله تعالى: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ} [ص: ٥٨]، أي: من مثل ذلك الأول.

وقال الأخفش: يقال: هذا من شكل هذا، أي: من ضربه ونحوه (٦).

وقال الليث: الشاكلة من الأمور ما وافق فاعله (٧)، والمعنى: أن كل أحد يعمل على طريقته التي تُشاكل أخلاقه، وعبارات المفسرين في تفسير الشاكلة متقاربة، والكل ينبئ عما يشاكل طبيعة الإنسان، وكل إنسان يجري على مذهبه وطريقته وعادته التي أَلِفَها وجُبِل عليها، والإشارة في هذا؛ أن الكافر يعمل ما يشبه طريقته من الشكر عند الرخاء، والصبر والاحتساب


(١) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٥٤، بنحوه عن قتادة، وورد بلفظه في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٨٨، عن الحسن، و"تفسير الثعلبي" ٧/ ١١٩ ب، عن قتادة، و"الماوردي" ٣/ ٢٦٩، انظر: "تفسير البغوي" ٣/ ١٣٣، عنهما، و"ابن الجوزي" ٥/ ٨٠، عن الحسن، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٦١ وعزاه إلى هناد وابن المنذر عن الحسن.
(٢) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٥٤ بلفظه، وورد بلفظه في "تفسير الماوردي" ٣/ ٢٦٩، انظر "تفسير ابن عطية" ٩/ ١٧٨، و"ابن الجوزي" ٥/ ٨٠، و"القرطبي" ١٠/ ٣٢٢.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٥٧، بلفظه.
(٤) "مجاز القرآن" ١/ ٣٨٩ - بلفظه، و"الغريب" لابن قتية ١/ ٢٦١، بلفظه.
(٥) ورد في "تهذيب اللغة" (شكل) ٢/ ١٩١٥، بنصه.
(٦) ورد في "تهذيب اللغة" (شكل) ٢/ ١٩١٦، بنصه.
(٧) ورد في "تهذيب اللغة" (شكل) ٢/ ١٩١٦، بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>