للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء بما علم موسى، وأما من ضم التاء فحجته ما ذكرنا عن علي.

فإن قيل: كيف يصح الاحتجاج عليه بعلمه، وعلمه لا يكون حجة على فرعون؟

فالجواب: أنه لما قيل له: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء: ٢٧]، قال موسى: {لَقَدْ عَلِمْتَ}، فكأنه نفى ذلك وقال: لقد علمتُ صحةَ ما أَتَيْتُ به علمًا صحيحاً؛ علم العقلاء (١)، وفي قوله: {مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} دليل على قول من يقول: إن الآيات التسع كانت آيات من التوراة، وهو ما رُوي عن صفوان بن عسال (٢) عن يهوديين سألا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تشركوا بالله، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الربا, ولا تقذفوا محصنة، ولا تفروا من الزحف، وعليكم خاصة ألا تعدوا في السبت، قال؛ فَقَبَّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنك نبيّ" (٣).


(١) ورد في "الحجة للقراء" ٥/ ١٢٣، بنحوه، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٥٢٦، بنحوه
(٢) صفوان بن عسال -رضي الله عنه- صحابي من بني الرَّبَض بن زاهر المرادي، سكن الكوفة، غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- اثنتي عشرة غزوة، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة أحاديث، روى عنه عبد الله ابن مسعود، وزِر بن حُبَيْش، وعبد الله بن سَلِمَة.
انظر: "الاستيعاب" ٢/ ٢٧٩، و"أسد الغابة" ٣/ ٢٨، و"الإصابة" ٢/ ١٨٩.
(٣) أخرجه بنحوه: ابن أبي شيبة ٧/ ٣٢٩، وأحمد ٤/ ٢٣٩، والترمذي (٣١٤٤) كتاب التفسير، باب: ومن سورة بني إسرائيل، وقال: حسن صحيح، والنسائي: تحريم الدم والسحر ٧/ ١١١، و"الطبري" ١٥/ ١٧٢ بنصه وبنحوه من طرق، والطبراني ٨/ ٨٣، والحاكم ١/ ٩ وصححه، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/ ٩٧، والبيهقي في "الدلائل" ٦/ ٢٦٨ وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٩٩ بنصه مع زيادة في =

<<  <  ج: ص:  >  >>