للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسنذكر استقصاء المسألة عند قوله: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} [مريم: ٦٩] إن شاء الله.

واختلفوا في الحزبين، فقال عطاء عن ابن عباس: (الحزبين الملوك الذين تداولوا المدينة مَلِكًا بعد مَلِك، وأصحاب الكهف حزب والملوك حزب) (١). وقال مجاهد: (الحزبين من قوم الفتية) (٢). وقال الكلبي: (يعني المؤمنين والكافرين) (٣).

وحكى الفراء: (أن طائفتين من المسلمين في دهر أصحاب الكهف اختلفوا في مدة لبثهم) (٤). قال من اختار هذا القول: (تنازع المسلمون الأولون أصحاب الملك الذي أطلقه الله تعالى على أصحاب الكهف، والمسلمون الذين أسلموا حين رأوا أصحاب الكهف في قدر مدة لبثهم في الكهف) (٥). فهذا ما وجدته للمفسرين في هذه الآية، وهو غير مقنع، ولا كاف، إذ لم يفتح غلقا.

وقال صاحب النظم: [(هذا ما قصه ربنا] (٦) فيما بعد هذا الفصل في


(١) "البحر المحيط" ٦/ ١٠٣، و"التفسير الكبير" ١١/ ٨٤، و"روح المعاني" ١٥/ ٢١٢.
(٢) "جامع البيان" ١٥/ ٢٠٦، و"النكت والعيون" ٣/ ٢٨٩، و"البحر المحيط" ٦/ ١٠٣، و"التفسير الكبير" ١١/ ٨٤، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٨٩ وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) "النكت والعيون" ٣/ ٢٨٩، و"زاد المسير" ٥/ ١١٤ ذكره بدون نسبة، و"روح المعاني" ١٥/ ٢١٢، وذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ٢/ ٢٩٢ بلا نسبة.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٣٦.
(٥) "المحرر الوجيز" ١٠/ ٣٧١، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٦٤، و"البحر المحيط" ٦/ ١٠٤، و"روح المعاني" ١٥/ ٢١٢.
(٦) ما بين المعقوفين ورد في جميع النسخ بلفظ: (هذه مقتصة من بناجا)، وما أثبته هو الصواب إن شاء الله، والموافق للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>