للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقدرة الله تعالى جعل ذلك آية من آياته، كما قال: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} (١).

ثم أخبر أنهم كانوا في متسع من الكهف، ينالهم فيه برد الريح، ونسيم الهوى فقال: "وهم في فجوة منه" أي: من الكهف، والفجوة: متسع في مكان (٢).

قال أبو عبيدة: (وجمعها فَجَوات) (٣) وفِجَا، نحو: زَكوات وزِكَاء. ومنه الحديث: (فإذا وجد فجوة نصّ) (٤) (٥).


(١) "الكشاف" ٢/ ٣٨٢، و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٩٥. وهذا القول هو الراجح -والله أعلم- للقرينة القرآنية وهي قوله: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}، قال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٣٤: وأما القول الذي تدل القرينة في هذه الآية على صحته فهو أن أصحاب الكهف كانوا في فجوة من الكهف على سمت تصيبه الشمس وتقابله، إلا أن الله منع ضوء الشمس من الوقوع عليهم على وجه خرق العادة، كرامة لهؤلاء القوم الصالحين الذين فروا بدينهم طاعة لربهم جل وعلا.
وقال الشوكاني في "تفسيره" ٣/ ٣٩٢: فإن صرف الشمس عنهم مع توجه الفجوة إلى مكان تصل إليه عادة أنسب بمعنى كونها آية، ويؤيده أيضًا إطلاق الفجوة وعدم تقيدها بكونها إلى جهة كذا. وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٣، و"التفسير الكبير" ١١/ ١٠٠.
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" (فج) ١٠/ ٥٠٧، و"مقاييس اللغة" (فجَّ) ٣/ ٢٧٤٢، و"القاموس المحيط" (فج) ص ٢٠٠، و"الصحاح" (فجَّ) ص ٢٠٦، و"المفردات في غريب القرآن" (فجج) ص ٣٧٣.
(٣) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٣٩٦.
(٤) النص: نصَّ الدابة ينصها نصًّا: رفعها في السير، قال أبو عبيد: النص التحريك حتى تستخرج من الناقة أقصى سيرها. وأصل النص أقصى الشيء وغايته، ثم سمي به ضرب من السير سريع. انظر: "تهذيب اللغة" (نصَّ) ٤/ ٣٥٨٥، و"لسان العرب" (نصص) ٧/ ٤٤٤١.
(٥) أخرجه البخاري "صحيحه" كتاب: الجهاد، باب: السرعة في السير ٣/ ١٠٩٣، =

<<  <  ج: ص:  >  >>