للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البلاد رجل صالح يقال له: تندوسيس، وتحزب الناس في ملكه أحزابًا منهم من يؤمن بالله ويعلم أن الساعة حق، ومنهم من يكذب، فكبر ذلك على الملك الصالح وبكى إلى الله وتضرع إليه، وقال: أي رب، قد ترى اختلاف هؤلاء فأبعث لهم آية تبين لهم أن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها. فألقى الله تعالى في نفس رجل (١) من أهل ذلك البلد الذي هو به الكهف أن يهدم البنيان الذي على فم الكهف فيبني (٢) به حظيرة لغنمه ففعل ذلك، وحجب الله الفتية عن الناس بالرعب، فلم يتجاسر أن يدخل عليهم أحد، وبعث الله الفتية من نومهم فجلسوا فرحين، وأرسلوا أحدهم ليطلب لهم طعامًا، فاطلع الناس على أمرهم كما ذكر في القصة، وبعثوا إلى الملك الصالح تندوسيس ليعلمونه الخبر، ليعجل القدوم عليهم وينظر إلى آية من آيات الله جعلها الله في ملكه آية للعالمين، فتية بعثهم الله وقد كان توفاهم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة، فلما بلغه الخبر حمد الله تعالى، وركب معه أهل مدينته حتى أتوا مدينة أصحاب الكهف، ثم صعدوا نحو الكهف حتى أتوه. فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ}، أي: أطلعنا وأظهرنا عليهم)، كذا قال المفسرون (٣). وذكرنا هذا عند قوله: {فَإِنْ عُثِرَ} [المائدة: ١٠٧].

وقوله تعالى: {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} قال ابن عباس: (يريد الملك


(١) قوله: (رجل)، ساقط من نسخة (س).
(٢) في (س): (فيجنى)، وهو تصحيف.
(٣) انظر: "جامع البيان" ١٥/ ٢٢٥، و"الكشاف" ٢/ ٣٨٤، و "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٧٨، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>