للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصله: لكن أنا، كما هو في قراءة أُبي (١)، فخفف الهمزة التخفيف القياسي، وألقى حركتها على النون فصار لكننا، فاجتمع المثلان، فأدغموا المثل الأول في الثاني بعد أن أسكنوها، فصار في الدرج: لكنا هو الله، فلم تثبت ألف أنا في الوصل، كما لم تثبت الهاء في الوصل في نحو: إِرْمه، وأُغزه، و (كِتَابِيهْ) [الحاقة: ١٩]، و (حِسَابِيهْ) [الحاقة: ٢٠]؛ لأنها إنما تلحق في الوقف لتبين (٢) الحرف الموقوف عليه، فإذا وقف على {لَكِنَّا} أثبت الألف في الوقف، كما تثبت الهاء في الوصل، وإذا لم يقف حذفها، هذا وجه قراءة العامة (٣).

ومثل هذه القراءة في الإدغام ما حكاه أبو زيد في قول من سمعه يقرأ: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: ٦٥] (يريد: على الأرض، لكنه خفف الهمزة، وألقى حركتها على لام المعرفة فصار: (على الرض)، فاجتمع لامان مثلان فأدغم الأول في الثاني) (٤). وهذا كله في إجراء المنفصل مجرى المتصل في نحو: شدَّ، وحلَّ.

وقرأ ابن عامر، ونافع في رواية المسيبي (٥): {لَكِنَّا} بإثبات الألف


(١) "المحتسب" ٢/ ٢٩، "المحرر الوجيز" ٣١١/ ٩ - ٣١٣، "البحر المحيط" ٦/ ١٢٨، "الدر المصون" ٧/ ٤٩٣.
(٢) في الأصل: (ليس) وهو تصحيف.
(٣) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي: (لكنا هو الله) بإسقاط الألف في الوصل، وإثباتها في الوقف. انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٤٥، "العنوان في القراءات" ص ٣٠٧، "الكشف عن وجوه القراءات" ٢/ ٦١، "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣١١.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٤٥.
(٥) هو: إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسيبي، عالم بالقراءات، تقدمت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>