للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منقطعًا من هذه الجملة وكانت جملة مستأنفة، لا يجيء (١) هذا على مذهب سيبويه؛ لأنه لا يرى في من مثل ما رآه الكسائي من زيادته في الإيجاب، فإن قال قائل: لم زعم سيبويه أنه إذا حذف العائد من الصلة وجب البناء على الضم؟ قيل: إن الصلة تبين الموصول وتوضحه، كما أن المضاف يبين المضاف إليه ويخصصه، فكما أنه لما حذف المضاف إليه من الأسماء التي تبينها الإضافة نحو: قبل، وبعد بنيت، كذلك لما حذفت العائد من الصلة إلى الموصول من هنا بنيت). وأطال أبو علي الكلام في هذه المسألة (٢). وليس يليق بهذا الكتاب أكثر مما حكينا (٣).

٧٠ - قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} الصِّلي: مصدر صَلَى النار، صَلاَهَا، صُلِيًّا ووزنه فعول، ويجوز فيه صِلِيًا بالكسر وقد تقدم القول فيه. ومعنى الصِّلي: دخول النار ومقاساة حرها وشدتها نعوذ بالله منها.

قال أبو إسحاق: (أي ثم لنحن أعلم بالذين هم أشد عتيا فهم أولى بها صليا) (٤). يعني أن الأولى بها صليا الذين هم أشد عتيا، فهؤلاء هم الأولى بالنار صليا على معنى الابتداء بهم دون أتباعهم؛ لأنهم كانوا رؤساء في الضلالة.

٧١ - قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ} أي: وما منكم أحد {إِلَّا وَارِدُهَا}


(١) في (س): (لا يجوز).
(٢) "الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني" لأبي علي الفارسي ص ٩٩٨.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٠، "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٣٢٢، "إملاء ما من به الرحمن" ١/ ١١٦، "الإنصاف" ١/ ٥٧٣، "الدر المصون" ٧/ ٦٢١.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>