للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الفراء: (والقراءة بغير همز وجه جيد؛ لأنه مع آيات ليست بمهموزات الأواخر) (١). وروي عن عاصم في بعض الروايات: وَرِئيًا مثل وريعًا (٢). وهذا على الهمز التي هي عين إلى موضع اللام ويكون تقديره: فَلِعًا، ومن العرب من يقول: رَاءَني زيدٌ بقلب الهمز فيؤخره فرئيا من رآني (٣). والمعنى: أن الله تعالى قد أهلك قبلهم أقوامًا كانوا أكثر متاعًا، وأحسن منظرًا فأهلك أموالهم، وأفسد عليهم صورهم فليخافوا نقمة الله بالإهلاك كسنة من قبلهم من الكفار.

٧٥ - قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ في الضَّلَالَةِ} قال ابن عباس: (قل لهم يا محمد من كان في العماية) (٤). يعني عن التوحيد ودين الله {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} قال أبو إسحاق: (فليمدد لفظ أمر في معنى الخبر، وتأويله إن الله جعل جزاء ضلالته أن يتركه، ويمده فيها إلا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر، كان لفظ الأمر يريد به المتكلم نفسه إلزامًا، كأنه يقول أفعل ذلك وآمر نفسي، فإذا قال قائل: من زارني فلأكرمه، فهو ألزم من قوله أكرمه، كأنه قال: من زارني فأنا آمر نفسي بإكرامه وألزمها ذلك) (٥).

وقال أبو علي: (هذا لفظه كلفظ أمثله الأمر ومعناه الخبر ألا ترى أنه


(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٧١.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٠٩، "المبسوط في القراءات العشر" ص ٢٤٤.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٣، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٠٩، "المحتسب" ٢/ ٤٤.
(٤) ذكرته كتب التفسير نحوه بدون نسبة.
انظر: "جامع البيان" ١٦/ ١١٩، "زاد المسير" ٥/ ٢٥٩.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>