للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأذن: السمع) (١). والمعنى على هذا: أعطى كل عضو من الأعضاء ما خلق له من النفع الذي فيه (٢). والخلق في هذا القول في معنى المخلوق، والبطش والمشي والنظر وهذه المعاني كلها مخلوق لله تعالى، أودعها الأعضاء وأعطاها. والاحتجاج على فرعون من هذا الجواب: أنه قد ثبت خلق وهداية لا خلاف، ولابد لهما من خالق وهاد، ذلك الخالق والهادي هو الرب، لا رب غيره، فلما دعاه إلى دين الله وإتباع الهدى واحتج عليه بأن الرب هو الخالق الهادي.

٥١ - قال له فرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} قال ابن عباس: (يريد ما حال القرون التي مضت) (٣). ومعنى البال هاهنا: الحال والشأن (٤).

والمعنى: ما حالها فإنها لم تقر بالله وبما تدعو إليه، ولكنها عبدت


(١) "الكشف والبيان" ٣/ ١٩ أ، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٠٥، "أضواء البيان" ٤/ ٤١٨.
(٢) قال الشنقيطي -رحمه الله- في "أضواء البيان" ٤/ ٤١٩: ولا مانع من شمول الآية الكريمة لجميع الأقوال المذكورة, لأنه لا شك أن الله أعطى الخلائق كل شيء يحتاجون إليه في الدنيا ثم هداهم إلى طريق الانتفاع به، ولا شك أنه أعطى كل صنف شكله وصورته المناسبة له، وأعطى كل ذكر وأنثى الشكل المناسب له من جنسه في المناكحة والألفة والاجتماع، وأعطى كل عضو شكله الملائم للمنفعة المنوطة به فسبحانه جل وعلا.
(٣) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ١٧٣، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٧٧، "زاد المسير" ٥/ ٢٩١، "لباب التأويل" ٤/ ٢٧١، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٠٥.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" (بال) ١/ ٢٦٣، "الصحاح" (بول) ٤/ ١٦٤٢، "لسان العرب" (بول) ١/ ٣٨٩، "المفردات في غريب القرآن" (بال) ص ٦٧، "مختار الصحاح" (بول) ص ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>