للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنه يعمى عنها) (١).

وقال غيره: (العمى إذا أطلق كان الظاهر عمى البصر) (٢). وعلى هذا يدل ما بعده من.

١٢٥ - قوله: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} عن حجتي {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} بها في الدنيا، ولا أدري كيف وجه هذا، ومتى كان الكافر بصيرًا بحجته، ولا حجة له في الدنيا ولا في الآخرة (٣).

١٢٦ - قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ} أي: قال الله مجيبًا لهذا الكافر كذلك الأمر كما ترى.

{أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} تركتها ولم تؤمن بها {وَكَذَلِكَ} وكما تركتها {الْيَوْمَ تُنْسَى} تترك في النار. هذا قول ابن عباس، والكلبي، وأهل التفسير (٤).


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٧٩.
(٢) ذكرت نحوه كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "المحرر الوجيز" ١٠/ ١٠٧، "البحر المحيط" ٦/ ٢٨٧، "روح المعاني" ١٦/ ٢٨٧، "إرشاد العقل السليم" ٦/ ٤٨.
(٣) قال الطبري -رحمه الله- في "تفسيره" ١٦/ ٢٢٩: (والصواب من القول في ذلك عندنا أن الله عز شأنه وجل ثناؤه عم بالخبر عنه بوصفه نفسه بالبصر ولم يخصص منه معنى دون معنى فذلك على ما عمه فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الآية: قال رب لم حشرتني أعمى عن حجتي ورؤية الأشياء وقد كنت في الدنيا ذا بصر بذلك كله). وانظر: "المحرر الوجيز" ١٥/ ١٥٨، "البحر المحيط" ٦/ ٢٨٧، "أضواء البيان" ٤/ ٥٤٨.
ويشهد لهذا قوله تعالى في سورة بني إسرائيل الآية رقم (٩٧): {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}.
(٤) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ٢٠، "جامع البيان" ١٦/ ٢٣٠، "الكشف والبيان" =

<<  <  ج: ص:  >  >>