للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعاد واجبًا من الله لك) (١) وفيه قراءتان:

ضم التاء وفتحها (٢). فمن فتح التاء وهو الذي فسره ابن عباس فحجته قوله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: ٥]. ومن ضم التاء فحجته قوله: {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: ٥٥] ويكون المعنى لعلك ترضى بفعل ما أمرك به من الأفعال التي يرضاها الله، أو ترضى بما تعطاه من الدرجة الرفيعة (٣). واختار أبو عبيد هذه القراءة لاحتمالها معنيين أحدهما: ترضى: تعطى الرضى، والآخر: يرضاك الله، قال: (وتصديقها قوله: {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: ٥٥] قال: وليس في الآخرة إلا وجه واحد) (٤). هذا كلامه.

١٣١ - قوله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} الآية، قال أبو رافع (٥): (نزل


(١) لم أقف عليه. ويشهد لهذا المعنى قوله سبحانه في سورة الضحى الآية رقم (٥): {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. والحق أن الله تعالى لا يجب عليه شيء لخلقه، وما يعطيهم فهو فضل منه وكرم. قال الألوسي في "روح المعاني" ١٦/ ٢٨٣: رجاء أن تنال عنده ما ترضى به نفسك من الثواب، واستدل به على عدم الوجوب على الله تعالى.
(٢) قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وعا صم في رواية حفص: (لعلك تَرضى) بفتح التاء، وقرأ الكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر: (لعلك تُرضى) بضم التاء.
انظر: "السبعة" ص ٤٢٥، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٥٢، "المبسوط في القراءات" ص ٢٥١، "التبصرة" ص ٢٦١
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٢٣٤، "تفسير كتاب الله العزيز" ٣/ ٦، "بحر العلوم" ٢/ ٣٥٩.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٥٣، "حجة القراءات" ص ٤٦٤.
(٥) أبو رافع، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اشتهر بكنيتته، واسمه على المشهور أسلم، دخل في الإسلام قبل بدر ولم يشهدها، وشهد أحدًا وما بعدها، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- =

<<  <  ج: ص:  >  >>