للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا مثل قول السدي في {الْفُرْقَانَ} قال: هو النصر الذي أوتي موسى (١).

وعلى هذا قوله "وضياء" يعني التوراة أكبر (٢) استضاؤوا (٣) بها حتى اهتدوا في دينهم، وكأنّه قيل: آتيناهما البرهان والنصر والضياء يعني: الكتاب الذي فيه ضياء، وذكرا للمتقين كي يذكروه ويعملوا بما فيه ويتعظوا بمواعظه.


= العرب ما لم يكن بخلاف ذلك ما يجب التسليم له من حجة خبر أو عقل. ونصر ابن القيم في "بدائع الفوائد" ٢/ ١٥ هذا القول وأيَّد آخرون القول بأن الفرقان هنا التوراة.
قال ابن كثير ٣/ ١٨١: وجامع القول في هذا أن الكتب السماوية مشتملة على التفرقة بين الحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد والحلال والحرام، وعلى ما يحصل نورًا في القلوب وهداية، وخوفا وإنابة وخشية ...
وقال الألوسي ١٧/ ٥٧ والمراد بالفرقان: التوراة، وكذا الضياء والذكر، والعطف كما في قوله:
إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم
إلى أن قال: والمعنى: وبالله لقد آتيناهما كتابا جامعًا بين كونه فارقًا بين الحق والباطل، وضياء يستضاء به في ظلمات الجهل والغواية، وذكرًا يتعظ به الناس ويتذكرون. ثم ذكر الألوسي الأقوال الأخرى في معنى الفرقان، ثم قال عن القول الأول -يعني قول مجاهد وقتادة-: وهو اللائق بتناسق النظم الكريم فإنه لتحقيق أمر القرآن المشارك لسائر الكتب الإلهية لا سيما التوراة فيما ذكر من الصفات.
(١) ذكره الثعلي ٣/ ٣٠ ب عن ابن زيد، وذكره المارودي ٣/ ٤٥٠ وابن الجوزي ٥/ ٣٥٥ عن الكلبي، وذكره الرازي ٢٢/ ١٧٨ عن ابن عباس، ولم أجد من ذكره عن السدي.
(٢) هكذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: التي.
(٣) في (أ): (استيضاؤا)، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>