للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} قال الضحاك: مغاضبًا لقومه (١).

وهو قول ابن عباس في رواية العوفي، قال: إن شعيا (٢) النبي والملك الذي كان في وقته وذلك القوم أرادوا أن يبعثوه إلى ملك كان قد غزا بني إسرائيل وسبى الكثير منهم ليكلمه حتى يرسل معه بني إسرائيل، فقال (٣) يونس لشعيا: هل أمرك الله بإخراجي؟ قال: لا. قال: فهل سماني لك؟ قال: لا، قال: فهاهنا غيري أنبياء. فألحوا عليه، فخرج مغاضبا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللملك ولقومه، فأتى بحر الروم فكان من قصته ما كان (٤).

وعلى هذا عوقب بتركه ما أمره به شعيا وقومه لأن الله تعالى قال فيه: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أتى ما يلام عليه.

وقال آخرون: إنه ذهب مغاضبا لربه. وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء (٥)، وابن مسعود، وسعيد بن جبير.


(١) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٤١ أ. ورواه الطبري ١٧/ ٧٦، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٦٥ وعزاه لابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) هو شعيا بن أمصيا، وقيل: ابن آموس. أحد أنبياء بني إسرائيل بعد داود وسليمان، وكان قبل زكريا ويحيى، وهو ممن بشر بعيسى ومحمد عليهما السلام، قتله بنو إسرائيل لما وعظهم وذكرهم بالله. تاريخ الطبري ١/ ٥٣٢ - ٥٣٧، "الكامل" لابن الأثير ١/ ١٤٣ - ١٤٥، "البداية والنهاية" لابن كثير ٢/ ٣٢ - ٣٣، "دائرة المعارف الإسلامية" ١٣/ ٣١٦.
(٣) في (ت): (فقالوا)، وهو خطأ.
(٤) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٤١ أمن رواية العوفي عن ابن عباس. وقد رواه الطبري ١٧/ ٧٦ مختصرًا جدًا قال: غضب على قومه.
(٥) ذكره عن ابن عباس الرازي ٢٢/ ٢١٤، والقرطبي ١١/ ٣٢٩، وأبو حيان في "البحر" ٦/ ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>