للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا (١) معنى قول الأخفش: إنما أراد -والله أعل - الفعل ولو أراد الصفة لقال: موضع (٢).

قال المبرد: ولما (٣) قال تبارك وتعالى {عَمَّا أَرْضَعَتْ} كان حق هذا مرضعه.

قوله: {عَمَّا أَرْضَعَتْ} قال الحسن في هذه الآية: تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام (٤).

وعلى هذا -وهو قول جميع المفسرين (٥) - يكون التقدير: عمن أرضعت (ما) يكون بمعنى (من) (٦).

وقال المبرد: (ما) بمعنى المصدر أي: تذهل عن الإرضاع (٧). يعني لا ترضع ولدها الصغير. والأول الوجه (٨).


(١) في (ظ)، (د)، (ع): (هذا).
(٢) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٣٥.
قال العلامة ابن القيم -رحمه الله- في "بدائع الفوائد" ٤/ ٢١ - ٢٢: المرضع: من لها ولد تُرضعه، والمرضعة من ألقمت الثدي للرضيع. وعلى هذا فقوله تعالى "يوم ترونها ذهل كل مرضعة عما أرضعت" أبلغ من موضع في هذا المقام؛ فإن المرأة قد تذهل عن الرضيع إذا كان غير مباشر للرضاعة، فإذا التقم الثدي واشتغلت برضاعه لم تذهل عنه إلا لأمر هو أعظم عندها من اشتغالها بالرَّضاع.
(٣) في (ظ): (لما).
(٤) رواه الطبري ١٧/ ١١٤.
(٥) انظر: الطبري ١٧/ ١١٤.
(٦) فتكون "ما" على هذا الوجه موصولة بمعنى: الذي. انظر "الأملاء" للعكبري ٢/ ١٣٩، "البحر المحيط" ٦/ ٣٥٠، "الدر المصون" ٨/ ٢٢٤.
(٧) ذكره عنه القرطبي ١٢/ ٤.
(٨) واستظهره أبو حيان ٦/ ٣٥٠ وقال: ويقويه تعدي "تضع" إلى المفعول به في قوله "حملها" لا إلى المصدر، وانظر: "الدر المصون" ٨/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>