للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغير مخلقة: السقط (١)

وقال ابن عباس في رواية عطاء: المخلقة: ما أخذ منه الميثاق، وغير المخلقة: ما لم يؤخذ منه الميثاق ولا يكون مخلوقًا.

ويدل على صحة هذا التفسير ما روى علقمة، عن عبد الله بن مسعود (٢): إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله -عَزَّ وَجَلَّ- ملكًا فقال: يا رب مخلقة أم غير مخلقة؛ فإن قال غير مخلقة مجّتها (٣) الأرحام، وإن قال مخلقة، قال: يا رب ما صفة هذه النطفة؟ أذكر أم أنثى؟ ما رزقها؟ ما أجلها؟ أشقيٌّ أم سعيدٌ؟ فيقال له: انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه (٤) صفة هذه النطفة (٥).

وعلى هذا القول معنى (المخلقة): المخلوقة كما ذكره ابن عباس -في رواية عطاء- وهو: أنه أكمل خلقه بنفخ الروح فيه، فما أكمل خلقه بالروح ولد لتمام حيًّا، وما سقط كان غير مخلقة، أي: غير حي بإكمال خلقه بالروح (٦).


(١) رواه عنه سعيد بن منصور في "تفسيره" ١٥٥ ب من رواية خصيف.
(٢) في (ظ): (ابن عباس)، وهو خطأ.
(٣) صحتها: رمتها. "الصحاح" ١/ ٣٤٠ (مجج).
(٤) (منه): ساقطة من (ظ).
(٥) رواه بهذا اللفظ الطبري في "تفسيره" ١٧/ ١١٧، قال ابن حجر في "الفتح" ١/ ٤١٩: وإسناده صحيح. وهو موقوف لفظا، مرفوع حكمًا. اهـ.
ورواه بنحوه مطولاً ابن أبي حاتم (كما في "تفسير ابن كثير" ٣/ ٢٠٧ و"الدر المنثور" ٦/ ٩)، والواحدي في "الوسيط" ٣/ ٢٥٩. والأثر لا يدل كما قال الواحدي على صحة هذا التفسير؛ لأنّ الأثر في النطفة: "إذا وقعت النطفة". وظاهر القرآن أن قوله تعالى "مخلقة وغير مخلقة" وصفٌ للمضغة لا للنطفة.
(٦) ذكره ابن الجوزي ٥/ ٤٠٦ - ٤٠٧ عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>