للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكثير من أهل التأويل اختاروا في معنى الحرمات هاهنا أنها المناسك، لدلالة ما يتصل بها من الآيات عليه، فقال أبو إسحاق: {حُرُمَاتِ اللَّهِ}: الحج والعمرة وسائر المناسك. ثم قال: وكل ما فرضه الله فهو من حرمات الله (١).

يعني أن تفسير الحرمات في هذه الآية ما ذكر، ويجوز أن يسمى الفرائض كلها حرمات الله؛ لأنها مما يحرم التفريط فيها.

وقال ابن قتيبة: يعني رمي (٢) الجمار، والوقوف بجمع، وأشباه ذلك، وهي شعائر الله (٣).

وهذه كلها (٤) من المناسك. وعلى هذا تعظيم المناسك: القيام بها.

وخص ابن زيد الحرمات بما يقع عليه اسم الحرام، فقال: الحرمات: هي خمس: البيت الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والإحرام (٥) (٦).

ويدل على هذا التأويل قوله تعالى: {وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: ١٩٤] وقد مر.


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٢٤.
(٢) (رمي): ساقطة من (ظ).
(٣) "غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٢٩٢.
(٤) في (ظ)، (د)، (ع): (وهذا كله).
(٥) (والإحرام): ساقطة من (أ).
(٦) رواه الطبري ١٧/ ١٥٣ وليس في روايته هي خمس، والإحرام وكذا ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٥٢ أبمثل رواية الطبري.
وذكره البغوي ٥/ ٣٨٣ بمثل رواية الواحدي دون قوله: هي خمس. وذكره أبو حيان في "البحر" ٦/ ٣٦٦ بمثل رواية الواحدي لكن بدل الإحرام: المحرم حتى يحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>