للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} يعني: هذا المظلوم الذي بغي عليه وعده الله النَّصر.

قال ابن جريج: يعني نصرته محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه (١).

{إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} قال ابن عباس: يريد عفى عن المؤمنين مساوءهم، وغفر لهم ذنوبهم (٢).

وذكر مقاتل بن سليمان السَّبب في نزول هذه الآية وتفسيرها فقال: إنَّ مشركي مكة لقوا المسلمين في ليلتين بقيتا من المحرم، فقال بعضهم لبعض: إنَّ أصحاب محمد يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم، فناشدهم المسلمون ألا يقاتلوهم في الشهر الحرام، فأبى المشركون إلا القتال، فبغوا على المسلمين، فقاتلوهم وحملوا عليهم، وثبت المسلمون فنصر الله المسلمين عليهم، فوقع في أنفس المسلمين من القتال في الشهر الحرام فأنزل الله هذه الآية (٣).

فالمعني بـ"من" (٤) في قوله {وَمَنْ عَاقَبَ} المؤمنون، جازوا الكفار وقاتلوهم كما قاتلوهم، وبغيهم عليهم: أنَّهم لم يرتدعوا ولم يكفوا عن القتال بمناشدتهم إياهم.

٥٩ - وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ} قال مقاتل: عنهم {غَفُورٌ} لقتالهم في الشهر الحرام (٥).


(١) رواه الطبري ١٧/ ١٩٥ بمعناه
(٢) ذكره البغوي ٥/ ٣٩٧ من غير نسبة.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٧ ب. وهذا القول غير معتمد في سبب نزول هذه الآية لأن مقاتل بن سليمان كذّبوه. انظر: "تقريب التهذيب" ٢/ ٢٧٢.
(٤) في (أ): (مَّمن).
(٥) "تفسيره مقاتل" ٢/ ٢٧ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>