للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ} (١).

{عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} وقرئ كلاهما (عظمًا) على الواحد (٢).

قال الزجاج (٣): التوحيد والجمع هاهنا جائزان؛ لأنه يعلم أن الإنسان ذو عظام، وإذا ذكر على التوحيد فلأنه يدل على الجمع، ولأن معه اللحم ولفظه لفظ الواحد فقد علم أن العظم يراد به العظام.

قال: وقد (٤) يجوز من التوحيد إذا (٥) كان في الكلام دليل على الجمع ما هو أشد من هذا. قال الشاعر:

في حلقكم عظم (٦) وقد شجينا (٧)

يريد في حلوقكم عظام (٨).

وقال أبو علي: الجمع أشبه بما جاء في التنزيل في غير هذا الموضع كقوله (٩) {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا} [الإسراء: ٤٩] {أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}


(١) انظر: "البسيط" [لحج: ٥].
(٢) قرأ ابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر بن عياش: (عظما فكسونا العظم) واحدًا ليس قبل الميم ألف بفتح العين وإسكان الظاء فيهمها.
وقرأ الباقون: (عظاما فكسونا العظام) بالجمع فيهما، بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها. "السبعة" ص ٤٤٤، "التبصرة" ص ٢٦٩، "التيسير" ص ١٥٨، "النشر" ٢/ ٣٢٨.
(٣) قوله: (على الواحد قال الزجاج): (كررت مرتين في (ظ).
(٤) (قد): ساقطة من (ع).
(٥) في جميع النسخ: وإذا. والتصحيح من المعاني.
(٦) في (ع): (عظما).
(٧) تقدم تخريج هذا الشطر.
(٨) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٨ - ٩.
(٩) في (ظ): (في قوله).

<<  <  ج: ص:  >  >>