للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينبغي أن يقدر محذوفًا ليتم بذلك الكلام فيصح البدل، إذ لا يبدل من الاسم إلا بعد تمام الكلام فيكون التقدير: أيعدكم أن إخراجكم إذا متم، فيكون خبرًا لـ (أنَّ) وهو اسم الزمان، والإخراج حدث واسم الزمان يصح أن يكون خبرًا عن الأحداث. وإذا لم يقدر هذا المحذوف لم يتم الكلام؛ لأن قوله: {إِذَا مِتُّمْ} لا يصح أن يكون خبرًا عن المخاطبين بقوله: {أَنَّكُمْ} لأنهم أعيان (١)، وأسماء الزمان لا يصح أن تكون خبرًا عن الأشخاص، وإذا (٢) قدرت هذا التقدير صح أن يكون (أَنَّكُم) الثانية بدلاً من الأولى. ومن قدر في الثانية التكرير لم يحتج إلى تقدير محذوف (٣).

قال: فأما (٤) قول أبي إسحاق {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ} إن موضع (أنَّ) الأولى نصبٌ على معنى: أيعدكم بأنكم فإن (٥) وعدت تتعدى إلى مفعولين، وتعديه إلى المفعول الثاني بغير حرف، ولا حاجة إلى تقدير الباء ألا ترى أن ما جاء في التنزيل من هذا بغير الباء فمن ذلك قوله: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ} [الفتح: ٢٠] {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ} [طه: ٨٠] وجانب مفعول ثان ولا يكون ظرفًا لاختصاصه {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: ١٤٢] و {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً} [الفتح: ٢٩] و {إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: ١١٤] فلم يتعد وعدت في كل هذا إلى المفعول الثاني بالباء، وكذلك ينبغي أن يكون المفعول الثاني في {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ} لا


(١) في (ع): (أعوان).
(٢) في (ظ)، (ع): (فإذا).
(٣) "الحجة" ٢/ ٦١.
(٤) في (ظ). (وأما).
(٥) في (أ): (قد).

<<  <  ج: ص:  >  >>