للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٧ - ثم ذكر المؤمنين فقال: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} الخشية من الله خشيته (١) من عذابه (٢) وسخطه. والإشفاق: الخوف، يقول: أشا مشفق (٣) من هذا الأمر. أي: خائف (٤) (٥).

قال ابن عباس: يريد أشفقوا (٦) من (٧) عذابي، ولم يأمنوا مكري.

وقال الكلبي: خائفون من عذابنا (٨). وهذه صفة أهل طاعته في الدنيا.

وقال مقاتل: مشفقون من عذابه (٩).

هذا قول المفسرين، وقد ذكروا ما يشفقون منه وهو العذاب، وحذف ذكره للإحاطة به والمعنى: والذين هم لما هم عليه من خشية الله مشفقون من عذابه (١٠). ولا يصح نظم الآية إلا بإضمار ما أشفقوا منه؛ لأنّه لا يقال: خشي من خشية الله إلا بإضمار مفعول لخشي. فإن جعلت من خشية الله مفعول خشي لم يحسن، لأنَّه لا يُخشى من الخشية، كذلك هؤلاء لم يشفقوا من الخشية إنما أشفقوا من العذاب لما انطووا عليه من خشية الله وحذر عذابه.


(١) في (أ): (خشية).
(٢) في (ظ)، (ع): (عقابه).
(٣) في (ع): (مشفوق)، وفي (ظ): (مشفقون).
(٤) في (ظ): (خائفون).
(٥) هذا القول في "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ٣٣٢ "شفق" منسوبًا إلى الليث. وانظر: "لسان العرب" ١٠/ ١٧٩ - ١٨٠ "شفق".
(٦) في (أ): (شفقوا).
(٧) (من): ساقطة من (أ)، (ع).
(٨) ذكره عنه الرازي ٢٣/ ١٠٦، وأبو حيان ٦/ ٤١٠.
(٩) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣١ ب.
(١٠) في (ظ)، (ع): (عقابه).

<<  <  ج: ص:  >  >>