للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ حفص عن عاصم (وَالْخَامِسَةَ) نصبًا (١) بالحمل على ما في الكلام من معنى الفعل كأنه: ويشهد الخامسة، يضمر هذا الفعل لأن في الكلام دلالة عليها. ولم يختلفوا في (وَالْخَامِسَةَ) الأولى أنها مرفوعة، وذلك أنه لا يخلو من أن يكون ما قبله من قوله {أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ} مرفوعًا أو منصوبًا. فإن كان مرفوعًا أتبع الرَّفع ويكون محمولًا على ما قبلها من الرفع. وإن كان منصوبًا قطع عنه ولم يحمل على النصب، وحمل الكلام على المعنى، لأن معنى (٢) قوله: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ}: عليهم أربع شهادات وحكمهم أربع شهادات والخامسة فتحمله على هذا، كما أنَّ قوله:

إلاَّ رواكد جمرهن هباء (٣).


(١) وقرأ الباقون "والخامسة" رفعًا. "السبعة" لابن مجاهد ص ٤٥٣، و"التيسير" للداني (١٦١)، و"الغاية" لابن مهران النيسابوري ص ٢١٨، و"النشر" لابن الجزري ١/ ٣٣٠.
(٢) في (ع): (المعنى).
(٣) ورد هذان الشطران في "الكتاب" لسيبويه ١/ ١٧٣ - ١٧٤ مع شطريهما، من غير نسبة لأحد. والبيتان هما:
بادت وغير أيهن مع البلى ... إلا رواكد جمرهن هباء
ومشجج أما سواء قذاه ... فبدا وغير ساره المعزاء
والبيتان أيضًا غير منسوبين في "معاني القرآن" للزجاج، و"إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٨٨ - ٢٨٩، وهما في "الخزانة" ٢/ ٣٤٨.
والبيت الثاني في "اللسان" ٢/ ٣٠٤ "شجج" من غير نسبة.
وقد نسب البيتان للشمَّاخ كما في ملحق "ديوان الشمَّاخ" ص ٤٢٧ - ٤٢٨.
ونُسب البيت الثاني لذي الرمة كما في ملحق "ديوانه" ٣/ ١٨٤٠.
ومعنى: بادت هلكت، وغيَّر أيهن: أي علامتهن، والمراد بالرواكد أحجار =

<<  <  ج: ص:  >  >>