للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: لولا أنّه ستر بفضله ورحمته لبيَّن الكاذب من الزوجين فيقام عليه الحد.

{وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ} يعود على من رجع عن معاصي الله إلى ما يجب بالرحمة.

{حَكِيمٌ} في خلقه فيما فرض من الحدود. قاله ابن عباس.

وقال مقاتل: {حَكِيمٌ} حكم بالملاعنة (١).

١١ - {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ} قال ابن عباس (٢) والمفسرون (٣): يعني بالكذب على عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-.

قال المبرد: الإفك أسوأ الكذب وأقبحه. وهو مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه (٤).

ومعنى القلب في هذا الحديث أن عائشة كانت تستحق الثناء بما كانت عليه من الحصانة وشرف السبب والنسب لا الرمي والقذف، فالذين رموها


(١) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٥ ب.
(٢) رواه الطبراني في "الكبير" ٢٣/ ١٣٠ من طريق عبد الغني بن سعيد الثقفي، عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس. وقد تقدم في المقدمة بيان بطلان هذا الطريق وذكرنا هناك كلام ابن حبان وابن حجر.
(٣) انظر: "الطبري" ١٨/ ٨٦ - ٨٧، الثعلبي ٣/ ٧٣ ب.
(٤) ذكر هذا المعني الزمخشري ٣/ ٥٢، والبغوي ٦/ ٢٢ من غير نسبة لأحد.
قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ١/ ١١٨ (أفك): الهمزة والفاء والكاف أصل واحد يدل على قلب الشيء وصرفه عن جهته، وأفك الرجل إذا كذب، والإفك: الكذب، وأفكت الرجل عن الشيء، إذا صرفته عنه. اهـ.
وانظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٠/ ٣٩٦ - ٣٩٧ (أفك)، و"الصحاح" للجوهري ٤/ ١٥٧٢ - ١٥٧٣ (أفك).

<<  <  ج: ص:  >  >>