للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يستعيذون من الملائكة (١)، ويقولون مقالة الجاهلية عند الاستعاذة.

وقال ابن جريج: كانت العرب إذا نزلت بهم شدة (٢) شديدة، أو رأوا ما يكرهون قالوا: حجرًا محجورًا، فقالوا حين عاينوا الملائكة هذا (٣).

وقال أبو عبيدة: كان الرجل من العرب إذا لقي رجلاً في الشهر الحرام وبينهما تِرَة (٤) يقول: حجرًا محجورًا. أي؟ دمي عليك حرام. فالمشركون يوم القيامة يقولون للملائكة مثل ذلك (٥).

وقال الليث: كان الرجل في الجاهلية يلقى رجلاً يخافه في الشهر الحرام فيقول: حجرًا محجورًا. أي: حرام محرم عليكم (٦) في هذا الشهر فلا يَنْدَاه بشر. فإذا كان يوم القيامة رأى المشركون الملائكة فقالوا: {حِجْرًا مَحْجُورًا} وظنَّوا أن ذلك ينفعهم عندهم كفعلهم (٧) في الدنيا (٨).


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٣، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٦٧٨، بلفظ: عوذاً معاذاً. الملائكة تقوله. وكذا في "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٤٩، و"تفسير الهواري" ٣/ ٢٠٧. فهو خلاف ما حكاه عنه الواحدي. رحمه الله. من أن هذا من قول المجرمين. لكن أخرج ابن جرير ١٩/ ٣، عن ابن جريج عن مجاهد أنه قال: عوذاً، يستعيذون من الملائكة. وسبق ذكر نقد ابن جرير لهذا القول.
(٢) (شدة) في (ج).
(٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٣. وأخرج عبد الرزاق ٢/ ٦٧، نحوه عن الحسن، وقتادة وأخرجه عنهما ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٨، من طريق عبد الرزاق.
(٤) قال الترمذي ٥/ ٤٣٠، كتاب: الدعوات، حديث رقم: ٣٣٨٠: قال بعض أهل العربية: التِّرَةُ، هو: الثأر. ولم أجده عند غيره
(٥) لم أجد قول أبي عبيدة، في كتابه: "المجاز". وقريب منه في "تفسير أبي حيان" ٦/ ٤٥١، منسوبًا لأبي عبيدة وكذا في "نظم الدرر" ١٣/ ٣٧٥.
(٦) هكذا في النسخ الثلاث: عليكم. وأما في "تهذيب اللغة" ١٣١/ ٤ (حجر)، و"لسان العرب" ٤/ ١٦٧: عليك.
(٧) في (ج): (كقولهم).
(٨) "العين" ٣/ ٧٤ (حجر)، وفيه: فلا يبدؤه بشر. وذكره الأزهري، "تهذيب اللغة" =

<<  <  ج: ص:  >  >>