للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للمخاطب إلا أن حرف اللين تكره فيه الحركة، فلذلك أسكن مَنْ أسكن (١) قال ابن عباس: يقول: ليتني اتبعت محمدًا على دينه (٢). وقال مقاتل: ليتنيْ اتخذت مع محمد سبيلاً إلى الهدى (٣).

وقال السدي: يقول: ليتني أطعت محمدًا (٤). وقال أبو إسحاق: تمنى أن اتخذ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقًا إلى الجنة (٥).

قوله تعالى: {يَا وَيْلَتَى} قرأ حمزة والكسائي بالإمالة (٦). والإماله هاهنا وتركها حسنان، ولو قيل: إنَّ ترك الإمالة أحسن لكان قولًا. وذلك أنَّ أصل هذه الألف الياء، وكان حكمها: يا ويلتي، ويا حسرتي، فأبدل من الكسرة فتحة، ومن الياء الألف، كراهة للياء وفرارًا منها، فإذا أمال (٧) كان عائدًا إلى ما كان تركه، وآخذًا بما رفضه، ألا ترى أن الإمالة إنما هي: تقريب الألف من الياء وانتحاء بها نحوها، والإمالة إنما تكون في الألف بأن تنحو بالفتحة التي قبل الألف نحو الكسر، فتميل الألف لذلك نحو الياء (٨).


(١) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٤٢، بنصه.
(٢) في "تنوير المقباس" ص ٣٠٢: استقمت على دين الرسول.
(٣) "تفسير مقاتل" ص٤٥أ.
(٤) أخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٥، نحوه عن السدي.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٥. ومعنى {سَبِيلًا} على هذا: سببًا ووصلة. "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٧٤. قال ابن عاشور ١٩/ ١٣: وأصل الأخذ التناول باليد، فأطلق هنا على قصد السير فيه، قال تعالى: {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: ٦٣].
(٦) السبعة في القراءات ٤٦٤، و"إعراب القرإءات السبع وعللَّها" ٢/ ١٢١، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٤٣.
(٧) في (أ)، (ب): (مال) بدون ألف.
(٨) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٤٢.قال السمين الحلبي معلقاً على قول أبي علي: =

<<  <  ج: ص:  >  >>