للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: يهجرون فيه بالقول، يقولون: هو سحر (١).

وقال إبراهيم: قالوا فيه غير الحق (٢).

وقال مِسْعَر: قالوا فيه هُجْرًا (٣). وعلى هذا القول: المهجور، من الهجرة. وذكرنا الكلام في الهجر عند قوله: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} [المؤمنون: ٦٧] (٤).

وذكر الفراء والزجاج القولين؛ فقالا: يجوز أن يكون مهجورًا: متروكاً، أي: جعلوه متروكًا (٥) مهجورًا، لا يسمعونه (٦) ولا يتفهمونه. ويقال: إنَّهم جعلوه كالهُجر بمنزلة الهذيان. والهُجْر: ما لا ينتفع به من القول. وكانوا يقولون: إنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يَهجُر (٧). وعلى هذا يقال: هَجَر، يَهجُر، هَجْرًا، وهُجْرًا، والكلام مهجور. فجعلوا القرآن كلامًا لغوًا. وهو قولهم: إنَّه شعر، وسحر، وسمر، وأساطير الأولين.

ويدل على صحة القول الأول ما روي عن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:


(١) "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٥٢. وأخرجه ابن جرير ١٩/ ٩. وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٧. وذكره السيوطي ٦/ ٢٥٣، وزاد نسبته للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٩. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٨، من طريقين؛ الأولى كرواية الطبري، والثانية، بنحوه وذكره السيوطي ٦/ ٢٥٣، وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) لم أجد قول مِسْعَر بن كِدَام، فيما تيسر لي من المراجع.
(٤) ذكر الواحدي في تفسير هذه الآية أقوال المفسرين وأهل اللغة في معنى الهجر والمراد به في الآية، وهو قريب مما ذكره هنا.
(٥) (متروكًا) في (أ)، (ب).
(٦) في (ج): (يستمعونه).
(٧) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٦٧. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٦، بمعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>