للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه أنه صفة في النكرة، مثل أحمر، وفي التعريف بمنزلة: الأحمر، وإذا كان كذلك ثبت أنه صفة، وإذا علمت أنه صفة علمت أن جمعه بالواو والنون، والياء والنون (١) خطأ، وإذا كان هذا القبيل من الصفة لا يُجمع بالواو والنون في قول النحويين أجمعين، علمتَ أن قول أبي إسحاق: الأعجمين جمع أعجم، [والأنثى] (٢) عجماء، خطأ بيَّن؛ والقول فيه: أنه جمع أعجمي ليس جمع أعجم، وأعجم وأعجمي معناهما واحد، وكلاهما وَصْف الذي لا يُفصح من العجم كان أو من العرب، إلا أنَّ الذي تدخله ياء التشديد ينصرف، وإنْ كان المعني فيه الصفة (٣)، [كما أن صياقلة (٤) ونحوه لما دخله تاء التأنيث انصرف للتاء، والمعنى: معنى الجمع] (٥) فأعجمي كقولهم: أحمري، وأنت تريد الأحمر، كما لا تريد بكرسي إضافتَه إلى شيء، وهذا مروي مأخوذ من رواة اللغة؛ يدلك على ذلك قول العجاج:

والدهرُ بالإنسان دَوَّارِيُ (٦)


(١) غير واضحة بالنسخ ولعل الصواب ما ذكره أبو علي في كتاب "الشعر" ١/ ١٥٦: كما أن عجماء لا تجمع بالألف والتاء.
(٢) ما بين المعقوفين، من كتاب أبي علي.
(٣) الصفة، في نسخة (أ)، (ب).
(٤) الصَّقْل: الجِلاء، والمِصقلة التي يصقل الصَيْقَل بها سيفًا ونحوه، وجمع الصيقل: صياقل وصياقلة. "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٧٢ (صقل).
(٥) ما بين المعقوفين، غير موجود في كتاب أبي علي.
(٦) أنشده ابن جرير ١٩/ ١١٤، منسوبًا للعجاج، وقال بعده: "ومعناه: دوار، فنسبه إلى فعل نفسه". وأنشده أبو علي، في كتابه: "الأغفال" ١١٤ ب، منسوبًا للعجاج. وصدر البيت كما في الديوان ٢٤٧:
أَطَرَبَاً وأنت قِنَّسْرِيُّ .. .. ..
قال محقق الديوان: القنسري: المسن الكبير، ودواري: دائر؛ يقول: إن الدهر =

<<  <  ج: ص:  >  >>