للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أهل المعاني: لا يعلمون ما لهم وما (١) عليهم في العبادة إن أخلصوها أو أشركوا فيها (٢).

٦٢ - قوله عز وجل: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} (٣) قال عطاء عن ابن عباس: المضطر: المكروب. وعنه أيضًا: هو المجهود (٤). ومعنى المضطر في اللغة: المحوج الملجأ إلى الشيء. وقد مر (٥).

قال أهل المعاني: ومعنى إجابة المضطر هو فِعل ما دَعا إليه؛ وهذا لا يكون إلا من قادر على الإجابة مختار لها؛ لأنها وقعت على حسب ما دعا به الداعي (٦).


(١) (ما) ليست موجودة في النسخ الثلاث، وزدتها لتمام المعنى.
(٢) لم أجده في كتب المعاني الموجودة لدي.
(٣) عن أبي تميمة الهجيمي عن رجل من بلهجيم قال قلت: يا رسول الله إلام تدعو؟ قال: "أدعو إلى الله وحده الذي إن مسك ضر فدعوته كشف عنك، والذي إن ضللت بأرض قفر دعوته رد عليك، والذي إن أصابتك سَنَة فدعوته أثبت عليك". قال قلت فأوصني. قال: "لا تسبن أحدًا، ولا تزهدن في المعروف، ولو أن تلقى أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وائتزر إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله تبارك وتعالى لا يحب المخيلة". أخرجه الإمام أحمد ٧/ ٣٥٩، رقم:٢٠٦٦١. وإسناده صحيح. مرويات الإمام أحمد في التفسير ٣/ ٣٢٥. وقد سقت الحديث بطوله لمناسبته لهذه الآية.
(٤) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٣٣ ب، باللفظ الثاني فقط. وعن السدي بلفظ: المضطر.
(٥) قال الواحدي في تفسير قول الله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ} [البقرة ١٧٣]: قوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ} أي: فمن أحوج وألجئ، وهو افتُعل من الضرورة. قال الأزهري: معناه: ضيق عليه الأمر بالجوع، وأصله من الضرر وهو: الضيق.
(٦) لم أجده في كتب المعاني الموجودة لدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>