للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٣ - وَنُمْسِكُ عَمَّا بَيْنَهُمْ مِنْ تَشَاجُرٍ ... وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لِلْكُلِ ذُو غَفْرِ (١)

الفصل الرابع

فضل أهل البيت عموما وأمهات المؤمنين خصوصاً وفضل الصحابة

١٣٤ - وَأَنَّ لِأَهْلِ الْبَيتِ فَضْلَاً عَلَى الْوَرَى ... فَحَقِّقْهُ فِيهِمْ لِلْفَقِيرِ وَلِلْمُثْرِي (٢)


(١) قال الإمام أحمد بن حنبل في كتابه السّنّة: [من السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم أجمعين، والكف عن الذي جرى بينهم، فمن سبَّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنّة، والدعاء لهم قربة، والإقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة]. وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٣/ ٤٠٦): [وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب، وهم كانوا مجتهدين، إما مصيبين لهم أجران، أو مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطؤهم، وما كان لهم من السيئات، وقد سبق لهم من الله الحسنى، فإن الله يغفر لهم إما بتوبة، أو بحسنات ماحية، أو مصائب مكفرة] وقد سئل ابن المبارك عن الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - فقال: فتنة عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا - يعني في التحرز من الوقوع في الخطأ، والحكم على بعضهم بما لا يكون مصيباً فيه -. وفي الباب آيات، وأحاديث وآثار، ونقول كثيرة، وليس هذا محل بسطها، وانظر "العواصم من القواصم" لأبي بكر بن العربي، و " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين" لمحمد أمحزون، وبحث: " رد البهتان عن معاوية بن أبي سفيان" لأبي عبد الله الذهبي ...
(٢) أي للفقير، وصاحب المال الكثير. قال الشيخ عبد المحسن العباد في رسالته "فضل أهل البيت": [عقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد، ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - جميعاً، فيُحبُّون الجميعَ، ويُثنون عليهم، ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ، لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولصُحبَتِه إيَّاه، ولقرابَتِه منه - صلى الله عليه وسلم -. ومَن لَم يكن منهم صحابيًّا، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولقربه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويَرَون أنَّ شرَفَ النَّسَب تابعٌ لشرَف الإيمان، ومَن جمع اللهُ له بينهما فقد جمع له بين الحُسْنَيَيْن، ومَن لَم يُوَفَّق للإيمان، فإنَّ شرَفَ النَّسَب لا يُفيدُه شيئاً.]
وقد وردت في فضائل أهل البيت أدلة كثيرة عامة، وخاصة، فمن الأدلة العامة: قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، أنها واردة في أهل الكساء، ويدخل فيها أيضاً زوجات النبي كما سبق بيان ذلك، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: [إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي] وأيضاً ما ورد من الصلاة عليهم في التشهد، وغير ذلك الكثير، وأما ما ورد من أدلة في الفضائل الخاصة لبعضهم، كسيدنا على، والعباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وزوجات النبي أمهات المؤمنين، وفاطمة، والحسن والحسين، وعبد الله بن العباس، والمهدي - رضي الله عنهم أجمعين - الذي قال عنه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: [المهدي من عترتي من ولد فاطمة] وهذا رواه أبو داود من حديث أم سلمة، وصححه الألباني، وغير ذلك مما يخرجنا استقصاؤه إلى التطويل الممل. وقد ألف العلماء قديماً وحديثاً رسائل كثيرة في فضائل آل البيت، ومنها على سبيل المثال: رسالة "حقوق أل البيت بين السنة والبدعة" لابن تيمية، ورسالة "إحياء الميت بفضائل أهل البيت" للسيوطي، و"جواهر العقدين في فضل الشريفين" للسمهودي، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، و"استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف" للسخاوي تحقيق خالد بن أحمد بابطين ...

<<  <   >  >>