للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . ... مُنَزَّهَةٌ مِمَّا يَقُولُ أُولُو الأَشَرِ (١)


(١) قال الزبيدي في تاج العروس مادة (أش ر): [قالوا: الأشَرُ: البَطَرُ وقيل: أشَدُّ البَطَرِ وقيل: الأشَرُ: الفَرَحُ بَطَراً وكُفْراً بالنِّعمة وهو المَذْمُومُ المَنْهِىُّ عنه لا مُطْلَقُ الفَرَحِ. وقيل: الأشَرُ: الفَرَحُ والغُرُور.] والمقصود بهذا الذم هنا: الشيعة أخذاهم الله فهم الذين الذين تكبروا عن الحق فلم يقبلوه، واتهموا أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها بأبشع التهم، فاتهموها بالكفر، وعدم الإيمان، وزعموا أنها من أهل النار، ونسبت الشيعة الإثنا عشرية الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات إلى الفاحشة، وزعموا أن المهدي الذي ينتظرونه يقيم الحد عليها - رضي الله عنها -، وادعوا أنها وأم المؤمنين حفصة - رضي الله عنهما - سقتا السم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى غير ذلك من المزاعم التي يُكذبون فيها صريح القرآن، وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وينبغي أن يعلم أن سب عائشة - رضي الله عنها - بما برأها الله منه يعتبر كفر، وتكذيب بصريح القرآن، ويستحق فاعله القتل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول (ص/٥٦٨): [قال القاضي أبو يعلى: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم، فروي عن مالك: من سب أبا بكر جلد، ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن؛ لأن الله تعالى قال: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور:١٧)، وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري: [سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق: أتي المأمون [بالرقة] برجلين شتم أحدهما فاطمة، والآخر عائشة، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة، وترك الآخر، فقال إسماعيل: ما حكمهما إلا أن يقتلا؛ لأن الذي شتم عائشة رد القرآن] وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه، والعلم من أهل البيت، وغيرهم. قال أبو السائب القاضي: كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي [بطرستان] وكان يلبس الصوف، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويوجه في كل سنة بعشرين ألف دينار إلى المدينة السلام يفرق على سائر ولد الصحابة، وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة فقال: يا غلام اضرب عنقه فقال له العلويين: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله هذا رجل طعن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (النور:٢٦) فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي - صلى الله عليه وسلم - خبيث، فهو كافر، فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه وأنا حاضر. رواه اللالكائي. وروي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد انه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب به دماغه فقتله، فقيل له: هذا من شيعتنا، ومن بني الآباء فقال: هذا سمى جدي قرنان، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل، فقتله].
وقال ابن حجر الهيتمي في "الصواعق المحرقة" (١/ ١٠١) بعد ما ذكر حديث الإفك: [علم من حديث الإفك المشار إليه أن من نسب عائشة إلى الزنا كان كافرا، وهو ما صرح به أئمتنا، وغيرهم؛ لأن في ذلك تكذيب النصوص القرآنية، ومكذبها كافر بإجماع المسلمين، وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض؛ لأنهم ينسبونها إلى ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون].

<<  <   >  >>