للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفصل الثاني

الإيمان بالموت والبعث والقبر

٧٢ - وَمَوْتُ الْوَرَى حَقٌّ وَمِنْ بَعْدُ بَعْثِهِمْ ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


بها من غشي عليه. والله أعلم]. وفي ثبوت ما زاد على النفختين نظر؛ لعدم سلامة ما استدلوا به من المعارضة.
تنبيه: ما أختاره الناظم هنا من أن الذي ينفخ النفختين هو سيدنا: إسرافيل - عليه السلام - نقل عليه الحليمي الإجماع، ووقع التصريح به في عدة أحاديث إلا أن الحافظ ابن حجر في الفتح (١١/ ٣٦٩) قد ذكر بعض الروايات الضعيفة، ومال إلى تقويتها، واستدل بها - مع بعض الآثار عن التابعين - على أن: ملكاً آخر هو الذي ينفخ في الصور نفخة الصعق، وأن سيدنا إسرافيل هو الذي ينفخ نفخة البعث حيث قال: [وجاء أن الذي ينفخ في الصور غيره، ففي الطبراني الأوسط عن عبد الله بن الحارث كنا عند عائشة فقالت: يا كعب أخبرني عن إسرافيل، فذكر الحديث، وفيه: (وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه، وقد نصب الأخرى يلتقم الصور محنيا ظهره شاخصا ببصره إلى اسرافيل، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور، فقالت عائشة: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) ورجاله ثقات إلا علي بن زيد بن جدعان ففيه ضعف، فان ثبت حمل على أنهما جميعا ينفخان، ويؤيده ما أخرجه هناد بن السري في كتاب الزهد بسند صحيح لكنه موقوف على عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: ما من صباح إلا وملكان موكلان بالصور. ومن طريق عبد الله بن ضمرة مثله، وزاد: ينتظران متى ينفخان، ونحوه عند أحمد من طريق سليمان التيمي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق، ورجلاه بالمغرب، أو قال: بالعكس ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا) ورجاله ثقات، وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بغير شك، ولابن ماجه والبزار من حديث أبي سعيد رفعه: (إن صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران) وعلى هذا فقوله في حديث عائشة: أنه إذا رأى إسرافيل ضم جناحيه نفخ، أنه ينفخ النفخة الأولى، وهي: نفخة الصعق ثم ينفخ إسرافيل النفخة الثانية، وهي نفخة البعث].

<<  <   >  >>