للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٣ - عَلَيْكَ (١) سَلَامُ اللهِ (٢) يَا نَجْلَ هَاشِمٍ ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) قدَّم الناظم - رحمه الله - هنا شبه الجملة الدالة على المدعو له، وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته، على لفظ السلام، امتثالا للمفهوم المستفاد من إقراره - صلى الله عليه وسلم - للخبر الوارد في الحديث الذي رواه أبو داود (٤/ ٣٥٣) (٥٢٠٩)، والترمذي (٥/ ٧٢) (٢٧٢٢)، وقال: حسن صحيح، والنسائي في الكبرى (٦/ ٨٧) (١٠١٤٩)، والطبراني (٧/ ٦٥) (٦٣٨٦)، والحاكم (٤/ ٢٠٦) (٧٣٨٢)، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وصححه الذهبي، والألباني، والشيخ الأرناؤوط - كلهم من طريق - أبي تميمة الهجيمي عن أبي جري الهجيمي جابر بن سليم قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت عليك السلام يا رسول الله قال " لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى ".
وهذا الفهم الذي ذهب إليه الناظم قد ذهب إلى خلافه ابن القيم، وعلي القاري في المرقاة (٤/ ٢١٧ - ٢١٨)، ونص على بدعيته الشيخ الألباني كما في أحكام الجنائز (ص/٢٥٩ - ٢٦٠)، وعبارة ابن القيم من أجمع العبارات التي وقفت عليها، قال - رحمه الله - في بدائع الفوائد (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠): [فصل عليك السلام تحية الموتى - وأما السؤال الثامن عشر وهو نهى النبي من قال له: عليك السلام عن ذلك، وقال: لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى، فما أكثر من ذهب عن الصواب في معناه، وخفي عليه مقصوده، وسره فتعسف ضروبا من التأويلات المستنكرة الباردة، ورد بعضهم الحديث، وقال: قد صح عن النبي أنه قال في تحية الموتى: السلام عليكم دار قوم مؤمنين - رواه مسلم (١/ ٢١٨) (٢٤٩) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قالوا: وهذا أصح من حديث النهي، وقد تضمن تقديم ذكر لفظ السلام فوجب المصير إليه.
وتوهمت طائفة أن السنة في سلام الموتى أن يقال: عليكم السلام فرقا بين السلام على الأحياء، والأموات، وهؤلاء كلهم إنما أتوا ما أتوه من عدم فهمهم لمقصود الحديث، فإن قوله: عليك السلام تحية الموتى، ليس تشريعا منه، وإخبارا عن أمر شرعي، وإنما هو إخبار عن الواقع المعتاد الذي جرى على ألسنة الشعراء، والناس فإنهم كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء كما قال قائلهم:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما
وقول الذي رثى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
عليك سلام من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق

<<  <   >  >>