للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله" (١) وفي رواية: "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به" (٢).وفي رواية "ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" (٣) وفي رواية "من وحد الله" (٤) وفي رواية: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" (٥)

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: "وهذا من أعظم ما يبين معنى "لا إله إلا الله" فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك: الكفر بما يعبد من دون الله؛ فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه. فيا لها من مسألة ما أعظمها، ويا له من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للمنازع" (٦)

- ومنهم من يقول: لا نستطيع تكفيره لأن ما اقترفه كفر عملي، لا اعتقادي ...

وتلك سوءة المرجئة الذين هم أضر على الأمة من الخوارج - لقصرهم الإيمان على مجرد التصديق والاعتقاد، مع التلفظ بالشهادتين دون أعمال القلب والجوارح التي هي المعركة الكبرى بينهم، وبين أهل السنة في تلك القضية.

ومنهم من يقول: لا نجرؤ على التكفير حتى نعلم انشراح القلب بما صدر من الجوارح من دلالات الكفر، وأعلام الشرك، إذ الظاهر وحده لا تتكيف به الأحكام، ولا يصلح أن يكون بمفرده مناطاً لها.

وتلك سوءة التجهم التي جوزت - ظلماً وزوراً - إتيان كافة أبواب الكفر،


(١) أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان - باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... وإن شئت أخي القارئ فراجع الفصل الثاني من الباب الثاني لكتابي: "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي".
(٢) أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان - باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... وإن شئت أخي القارئ فراجع الفصل الثاني من الباب الثاني لكتابي: "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي".
(٣) أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان - باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... وإن شئت أخي القارئ فراجع الفصل الثاني من الباب الثاني لكتابي: "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي".
(٤) أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان - باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... وإن شئت أخي القارئ فراجع الفصل الثاني من الباب الثاني لكتابي: "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي".
(٥) أخرجهما الإمام مسلم في صحيحه/ كتاب الإيمان - باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ... وإن شئت أخي القارئ فراجع الفصل الثاني من الباب الثاني لكتابي: "العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي".
(٦) فتح المجيد/ ٣٥: ٣٦.

<<  <   >  >>