للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة، ومحمداً بالرؤية) (١)، وحجته قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: ١١ - ١٣].

[قال] (٢) الماورديُّ (٣): (قيل: إن الله قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد، فرآه محمّد مرتين، وكلَّم (٤) موسى مرتين) (٥).

وهذا الاختلاف عند أئمة الشّرع، قال القاضي عياض - رحمه الله -:


= الشفا (١/ ٢٨٥) بتصرّف، حيث قال: (وعن أبي العالية، عنه - أي: ابن عبَّاس -: رآه بفؤاده مرتين).
وهذا الأثر أخرجه مسلم في الإيمان، باب قول الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (١/ ١٥٨) رقم (١٧٦)، (٢٨٥) من طريق أبي العالية، عن ابن عبّاس قال: (رآه بفؤاده مرتين).
(١) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١/ ١٨٩) رقم (٤٣٦)، وعبد الله بن أحمد في السنة (١/ ٢٩٨) رقم (٥٧٧) وابن خزيمة في التوحيد (ص ١٩٩)، والآجري في الشّريعة (٣/ ١١١٤) رقم (٦٨٦)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٧٥) من حديث ابن عبّاس بلفظه مع تقديم وتأخير، ولم يذكر الحاكم في حديثه الرؤية، قال الحاكم: (صحيح على شرط البخاريّ، ولم يخرجاه)، ووافقه الذهبي.
وقال الألباني في ظلال الجنة (١/ ١٨٩): (إسناده صحيح موقوفاً).
(٢) في (ص) (وقال)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته.
(٣) هو أبو الحسن علي بن محمّد بن حبيب البصري الشّافعيّ مصنف (الحاوي) و (الإقناع) و (أدب الدنيا والدين) وكان إماماً في الفقه والأصول والتفسير، بصيراً بالعربيّة، ولي قضاء بلاد كثيرة، ثم سكن بغداد، وعاش ستاً وثمانين سنة، ولد سنة ٣٦٤ هـ، وتوفي سنة ٤٥٠ هـ.
انظر: طبقات فقهاء الشافعية (٢/ ٦٣٦)، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي (٥/ ٢٦٧)، وطبقات الشافعية للأسنوي (٢/ ٢٠٦).
(٤) في (ظ) و (ن): (وكلَّمه).
(٥) من قوله: (ورؤية النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ربه - عز وجل - في اليقظة) وإلى نهاية قول الماوردي: (وكلم موسى مرتين)، نقله المؤلف بتصرف من الشفا للقاضي عياض (١/ ٢٥٧ - ٢٥٨).

<<  <   >  >>