للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن مساوئهم" (١)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (٢) (٣)؛ ولأن المقصود من ذكر الأحياء بالمساوئ شرعاً إنما هو انزجارهم عن المعاصي (٤) والقبائح، وهذا مفقودٌ في الميت؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا"، وهذا في أحد موتى المسلمين، فكيف بمن أخبر الله عنهم بأنه رضي عنهم ورضوا عنه، وأجمعت الأمة المعتد بإجماعهم على عدالتهم (٥)، وأمرنا باتباعهم، وتعظيمهم، وتوقيرهم، والرجوع إليهم في الدين، والعلم، وتفسير الكتاب العزيز، وغير ذلك؟!.


(١) أخرجه أبو داود في الأدب، باب النهي عن سب الموتى (٥/ ٢٠٦) رقم (٤٩٠٠)، والترمذي في الجنائز، باب (٣٤) (٣/ ٣٣٩) رقم (١٠١٩)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٤٣٨) رقم (١٣٥٩٩)، وفي الصغير (١/ ٢٨٠) رقم (٤٦١)، وابن حبان في صحيحه (٧/ ٢٩٠) رقم (٣٠٢٠)، والحاكم (١/ ٣٨٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٧٥) من حديث ابن عمر بلفظه.
قال الترمذي: (هذا حديث غريب، سمعت محمداً يعني البخاري يقول: عمران بن أنس المكي: منكر الحديث).
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي؛ توهماً منهما أن عمران بن أنس هو عمران بن أبي أنس الثقة، وهو غير الأول. والحديث ضعفه الألباني كما في ضعيف أبي داود (ص ٤٨٤) رقم (٤٩٠٠)، وفي مشكاة المصابيح أيضاً برقم (١٦٧٨).
(٢) أخرجه البخاري في الجنائز، باب ما ينهي عن سب الأموات (٣/ ٢٥٨) رقم (١٣٩٣) من حديث عائشة بلفظه.
(٣) قال ابن بطة في الشرح والإبانة (ص ٢٦٤ - ٢٦٥): (ثم الترحم على جميع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صغيرهم وكبيرهم، وأولهم وآخرهم، وذكر محاسنهم ونشر فضائلهم، والاقتداء بهديهم، والاقتفاء لآثارهم، وأن الحق في كل ما قالوه، والصواب فيما فعلوه).
(٤) في (ظ) و (ن): (المساوئ).
(٥) أجمع أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - بلا استثناء؛ نظراً لما أكرمهم الله به من شرف الصحبة لنبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ ولما لهم من المآثر الجليلة والمناقب الحميدة، =

<<  <   >  >>