للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد كان فيما كان قبلكم من الأمم ناس محدَّثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر" رواه البخاري ورواه مسلم (١) من رواية عائشة، وفي روايتهما قال ابن وهب (٢): محدَّثون (٣): ملهمون. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (ما سمعت عمر - رضي الله عنه - يقول لشيء قط إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن) رواه البخاري (٤).


(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب (٥٤) (٦/ ٥١٢) رقم (٣٤٦٩) من حديث أبي هريرة.
ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر (٤/ ١٨٦٤) رقم (٢٣٩٨) من حديث عائشة بلفظ: "قد كان في الأمم قبلكم محدَّثون؛ فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم". قال ابن وهب: (تفسير محدثون: ملهمون).
(٢) هو عبد الله بن وهب بن مسلم، أبو محمد النهري، مولاهم المصري، ولد سنة ١٢٥ هـ، روى عن ابن جريج، ويونس بن يزيد، ومالك بن أنس، والليث بن سعد. وعنه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن يحيى الليثي، وأخرج له الشيخان.
وثقه غير واحد من أهل النقد منهم: ابن معين وأبو حاتم الرازي، وكان معروفاً بالإتقان، قال أبو زرعة: نظرت في نحو من ثلاثين ألف حديث لابن وهب، ولا أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له، وهو ثقة.
قال الذهبي: له كتاب الجامع، وكتاب البيعة، وكتاب المناسك، وغير ذلك.
انظر: الجرح والتعديل (٥/ ١٨٩)، وسير أعلام النبلاء (٩/ ٢٢٣)، وتهذيب التهذيب (٤/ ٥٣٠).
(٣) المحدَّث: هو الملهم الذي يلقى في نفسه شيء فيخبر به حدساً وفراسة، وهو نوع يخص الله به من يشاء من عباده ويمن به عليه، مثل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (١/ ٣٥٠)، ولسان العرب (٢/ ١٣٤).
(٤) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب إسلام عمر بن الخطاب (٧/ ١٧٧) رقم (٣٨٦٦) من حديث ابن عمر بلفظه أثناء خبر طويل. وهذا الأثر مما انفرد بإخراجه البخاري عن عبد الله بن عمر قال: ما سمعت عمر يقول لشيء قط، يقول: إني لأظنه كذا؛ إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني، أو: إن هذا على دينه في الجاهلية، أو: لقد كان كاهنهم على الرجل فدعي =

<<  <   >  >>