للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما أهل الكبائر فهم داخلون تحت المشيئة، ولا يخلدون في النار؛ إلا أن يكونوا معتقدين لحل (١) الكبائر، فيكفروا، ويخلدوا فيها، وثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنه يؤتى بالموت في صورة كبش، ويذبح بين الجنة والنار، وينادى: يا أهلَ الجنة، خلود ولا (١) موت، ويا أهلَ النار خلود ولا موت" (٢) (٣).

وقال الله تعالى عن أهل النار (٤) [أنهم] (٥): {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: ٣٦].

وقال تعالى عن أهل الجنة: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: ١٠].

فهذا ما يسَّره الله تعالى من الكلام في: الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، والحمد لله على تيسيره، وغيره من وجوه الخيرات، وأسأله الثبات على الطاعات الظاهرات والباطنات حتى الممات، إنه وليّ الباقيات الصالحات.

وقد يسَّر الله تعالى في هذا المعتقد من النفائس الجليلات، [والعلوم] (٦) الباهرات؛ ما يجب على كل مسلمٍ تحصيله، واعتقاده (٧)،


(١) في (ظ) و (ن): (بحل).
(٢) في (ظ) و (ن): (لا) بدون (واو).
(٣) أخرجه البخاري في التفسير، باب {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} (٨/ ٤٢٨) رقم (٤٧٣٠)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها ..... (٤/ ٢١٨٨) رقم (٢٨٤٩) من حديث أبي سعيد الخدري بنحوه.
(٤) (أهل النار) ليست في (ظ).
(٥) في (ظ) و (ن) وليست في (ص).
(٦) في (ص): (والنفائس الباهرات)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته.
(٧) لعل مقصود المؤلف - رحمه الله - بذلك هو: أنه يجب على كل مسلم معرفة محتوى، =

<<  <   >  >>