للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ الشنقيطي (١): "والوجه صفة من صفات الله - عز وجل - وصف بها نفسه، فعلينا أن نصدق ربنا ونؤمن بما وصف به نفسه مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق" (٢).

٥ - صفة الحكمة لله - عز وجل -:

يقرر الشيخ صفة الحكمة لله - عز وجل - وأنها ثبتت له-سبحانه- في صنعه وتشريعه وقدره وجزائه وكلامه وإرساله الرسل وإنزال الكتب وفي كل شؤونه (٣). وأنه ثبت له كمالها بدليل النقل والعقل وبالنظر في كونه وشرعه؛ فهو سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد على مقتضى الحكمة في فعله وشرعه، ويرعى في ذلك مصلحة عباده فضلاً منه ورحمة. ورعاية الحكمة في أفعاله سبحانه وفي شرعه مما يوجب في حقه، وإن قلنا: إن ذلك واجب عليه؛ فهو سبحانه الذي أوجبه على نفسه فضلاً وإحساناً رحمة منه بعباده {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الأنعام: ٥٤ (٤). وثبت بالنص أنه سبحانه لا يفعل ولا يشرع إلا ما هو مقتضى الحكمة؛ إذن فهو سبحانه لا يشاء إلا ما كان مقتضى الحكمة والعدالة (٥).


(١) هو العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، سلفي المعتقد، متفنن في علوم عدة، مبرّزاً في اللغة والتفسير، من مؤلفاته: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ومذكرة أصول الفقه على روضة الناظر، آداب البحث والمناظرة، وغيرها؛ توفي سنة ١٣٩٣ هـ.
ينظر: ترجمة تلميذه عطية سالم له في أوائل كتابه أضواء البيان (١/ ١٩)، والأعلام للزر كلي (٦/ ٤٥)، وعلماء نجد خلال ثمانية قرون للشيخ عبد الله البسام (٦/ ٣٧١).
(٢) أضواء البيان (٧/ ٨٠١).
(٣) ينظر: تفسير الجلالين (٥٩، ٢٤١).
(٤) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام (١/ ١٢٥، ١٣٠) و (١/ ٤٤) و (٢/ ٣٦٨) و (٢/ ٣٠).
(٥) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام (٢/ ٧٤).

<<  <   >  >>